من رقة هذا الكائن إلا شدة التقشف والحرمان من الملذات في كل مرحلة من مراحل الحياة، فهذه وحدها هي وسيلة تحرير الروح, وحياتها حياة أبدية حرة، وفي ذلك تقول النصوص الجينية المقدسة: كما تتحد الحرارة بالحديد، وكما يمتزج الماء باللبن، كذلك يتحد الكرما بالروح؛ وبذلك تصير الروح أسيرة في يد الكرما.
وللوصول إلى تخليص الروح من الكرما يظل الإنسان يولد ويموت حتى تطهر نفسه وتنتهي رغباته، وإذ ذاك تقف دائرة عمله، ومعها حياته المادية فيبقى روحًا خالدًا في نعيم خالد، وخلود الروح في النعيم بعد تخلصها من المادة يسمى عند الجينيين النجاة، وهو ما يُعادل الانطلاق في الهندوسية، والنرفانا في البوذية.
الحسنة والسيئة في الديانة الجينية:
الحسنة عند الجينيين هي فعل الخيرات، كإطعام المساكين ومساعدة المحتاجين، وبخاصة فيما تصل بالرهبان الجينيين، وقسم الجينيون الحسنات تسعة أقسام، وذكروا أن الحسنات تجزى باثنين وأربعين طريقًا، منها ما هو في حياة الإنسان الحالية: كالبركة والغنى والصحة، ومنها ما هو في حياة القادمة.
وأما السيئة: فهي ارتكاب الأعمال الخبيثة والفواحش، وقسموها ثمانية عشر نوعًا: منها الكذب والسرقة، والفسق، والفجور، والخيانة، والجشع، وما إلى ذلك، وأشد أنواع الجنايات وأفظعها لدى الجينيين هو الاعتداء على الحياة والعنف والتشدد.
ووضعوا كفارات خاصة لكل نوع من السيئات، منها الفقر والتناسخ في أشخاص تعساء، أو في قوالب الحيوانات والجمادات.