والجينية تتفق مع الإسلام في جزء يسير تتعلق بروح الإنسان؛ ذلك هو خلود الروح خلودًا أبديًّا، وخضوعها للثواب أو العقاب لما يرتكبه صاحبها، وإن اختلف الإسلام مع الجينية في طريقة الثواب والعقاب.
وعدم الاعتراف بالإله استتبع عند الجينيين اتجاهات مهمة سلبية تتعلق بالعقائد، فهم لا يقولون بالصلاة ولا بتقديم القرابين، ولا يعترفون بالطبقات، ولا بما تدعيه الطبقة العليا في النظام الهندوسي وهي طبقة البراهمة من امتيازات ومزايا، ولكن خلق المسالمة الذي دفع الجينيين إلى الاعتراف بآلهة الهندوس -كما ذكرنا آنفًا- دعاهم هنا إلى الاعتراف بالبراهمة وأن من الواجب احترامهم المطلق، وليس معنى هذا وجود طبقة براهمة في الجينية؛ بل المقصود احترام براهمة الهندوس، كطائفة لهم مكانتها في الدين الهندوسي.
أما الطبقات في الجينية فلم تتعدََّ ما وضعه برسواناث من تقسيم الجينيين إلى خاصة وهم الرهبان، وعامة وهم من يؤيدون النظام من غير الرهبان، ولم تجعل الجينية للرهبان امتيازات كما فعلت الهندوسية، بل إن الجينية جعلت الرهبنة مشقة وتضحية وتكليفً ا.
من عقائد الجينية الكرما والتناسخ:
وقد سبق أن شرحنا الكرما والتناسخ عند الهندوس، وقد قلنا: إن أديان الهند تسير غالبًا في فلك الهندوسية، ومن هنا قالت الجينية بالكرما والتناسخ؛ ولكن الجينية لم تعتقد ما اعتقده الهندوس من أن الكرما أمر اعتباري يحقق قانون الجزاء الذي يُحمِّل الإنسان تبعة أعماله، ويجزيه عليه عن طريق تناسخ الأرواح، بل قالت الجينية: بأن الكرما كائن مادي يخالط الروح كأنه يمسك بتلابيبها أو يحيط بها كما تحيط الشرنقة بالفراشة، ولا سبيل لتحرير الروح