نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 4 صفحه : 236
تأكلِ السمك وتشربَ اللبن" أي: لا تجمعْ بينهما، ومنه قول الأخْطَل [من الكامل]:
967 - لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتَأتِيَ مِثْلَه ... عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ
فالمراد: لا تجمعْ بين أكل السمك وشربِ اللبن، ولا تجمع بين نَهْيك عن شيء وإتيانك مثلَه، والنصب في ذلك كله بإضمار "أنْ" بعد الواو عندنا، كما كان بعد "أوْ"، وحملِه على الفعل الأول، ألا ترى أنهم لم يريدوا بقولهم: "لا تأكلِ السمك وتشرب اللبن" النهيَ عن أكل السمك منفردًا، وشربِ اللبن منفردًا، وإنما المراد أن ينهاه عن الجمع بينهما، لِما في ذلك من الفساد والضرر؟
ولو جزمه بالعطف على ما تقدّم، لكان داخلاً في حكم الأوّل، وكان التقدير: لا
967 - التخريج: البيت لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص 404؛ والأزهية ص 234؛ وشرح التصريح 2/ 238؛ وهمع الهوامع 2/ 13؛ وللمتوكل الليثي في الأغاني 12/ 156؛ وحماسة البحتري ص 117؛ والعقد الفريد 2/ 311؛ والمؤتلف والمختلف ص 179؛ ولأبي الأسود أو للمتوكل في لسان العرب 7/ 447 (عظظ)؛ ولأحدهما أو للاخطل في شرح شواهد الإيضاح ص 252؛ ولأبي الأسود الدؤلي أو للأخطل أو للمتوكل الكناني في الدرر 4/ 86؛ والمقاصد النحويّة 4/ 393؛ ولأحد هؤلاء أو للمتوكل الليثي أو للطرماح أو للسابق البربري في خزانة الأدب 8/ 564 - 567؛ وللأخطل في الرد على النحاة ص 127؛ والكتاب 3/ 42؛ ولحسان بن ثابت في شرح أبيات سيبويه 2/ 188؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 294؛ وأمالي ابن الحاجب 2/ 864؛ وأوضح المسالك 4/ 181؛ وجواهر الأدب ص 168؛ والجنى الداني ص 157؛ ورصف المباني ص 424؛ وشرح الأشموني 3/ 566؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 535؛ وشرح ابن عقيل ص 573؛ وشرح عمدة الحافظ ص 342؛ وشرح قطر الندى ص 77؛ ولسان العرب 15/ 489 (وا)؛ ومغني اللبيب 2/ 361؛ والمقتضب 2/ 26.
المعنى: احذرْ أن تنهى عن عمل شائن وتأتي مثله، وإلا لزمك العار الكبير.
الإعراب: "لا": ناهية. "تنه": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة، والفاعل: أنت. "عن خلق": جار ومجرور متعلّقان بـ"تنه". "وتأتي": الواو: للمعيّة، "تأتي": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة بعد واو المعيّة، والفاعل: أنت، والمصدر المؤوّل من "أن تأتي" معطوف على مصدر منتزع مما قبله. "مثله": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء: في محلّ جرّ بالإضافة، "عار": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: ذلك عارٌ. "عليك": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف نعت لـ"عار". "إذا": اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بخبر "عار" المحذوف. "فعلت": فعل ماضٍ. والتاء: فاعل. "عظيم": نعت لـ"عار" مرفوع. وجواب "إذا" محذوف تقديره: "إذا فعلت ذلك فإنّه عار عظيم عليك".
وجملة "لا تنه ... ": لا محلّ لها من الإعراب لأنها استئنافية، أو ابتدائية. وجملة "ذلك عار عليك": لا محلّ لها من الإعراب لأنها تعليليّة، أو تفسيرية. وجملة "فعلت": في محل جرّ بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: "وتأتي" حيث جاءت الواو دالة على المعيّه وقبلها نهي، ونُصب الفعل المضارع بعدها بـ"أَن" مضمرة. ولا يجوز أن نسمّي ما بعدها مفعولاً معه لأنه فعل، وليس باسم.
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 4 صفحه : 236