نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 4 صفحه : 235
فيه انتهاؤُه، فلذلك قدّروه بـ"إلَّا"، فيكون المعنى أن الفعل الأول يقع، ثمّ يرتفع بوجود الفعل الواقع بعد "أوْ"، فيكون سببًا لارتفاعه، وعلى قِيلهم يكون ممتدًا إلى غاية وقوع الثاني، فمن ذلك قول امرئ القيس [من الطويل]:
966 - فقلتُ له لا تَبْكِ عَيْنُك إنّما ... نُحاوِلُ مُلْكًا أو نَمُوتَ فنُعْذَرَا
والقوافي منصوبة، والتقدير فيه ما قدمناه. ولو رفع، لجاز على تقديرَيْن: أحدهما على الوجه الأول، وهو أن يكون معطوفًا على "نحاول"، أو يكون مستأنَفًا، كأنه قال: "أو نحن نموتُ، فنُعْذَرُ". ومن ذلك قوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} [1] بالرفع على الاشتراك بين الثاني والأوّل، أو على الاستئناف، كأنه قال: "أو هم يسلمون". وقد وُجد في بعض المصاحف، "أو يُسْلِمُوا" بحذف النون للنصب على الوجه الثاني. والفرقُ بينهما أن مَن رفع كان المراد أن الواقع أحد الأمرين: إمّا القتال، وإمّا الإِسلام، وعلى الوجه الثاني يجوز أن يقع القتال، ثمّ يرتفع بالإِسلام.
وأمّا الواو، فتنصب الأفعالَ المستقبلةَ إذا كانت بمعنى الجمع، نحوَ قولهم: "لا
966 - التخريج: البيت لامرىء القيس في ديوانه ص 66؛ والأزهيَّة ص 122؛ وخزانة الأدب 4/ 212، 8/ 544، 547؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 59؛ والصاحبي في فقه اللغة ص 128؛ والكتاب 3/ 47؛ واللامات ص 68؛ والمقتضب 2/ 28؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 313؛ والجنى الداني ص 231؛ والخصائص 1/ 263؛ ورصف المباني ص 133؛ وشرح عمدة الحافظ ص 644؛ واللمع ص 211.
المعنى: يخاطب الشاعر رفيقَه عمرَو بن قميئة حين استصحبه في مسيره إلى قيصر الروم ليساعده علي بني أسد، فقال له: لا تبك إنما نحاول طلب الملك، أو نموت فيعذرنا الناس.
الإعراب: "فقلت": الفاء: بحسب ما قبلها، و"قلت": فعل ماضٍ، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "له": جار ومجرور متعلقان بـ"قلت". "لا": ناهية جازمة. "تبك": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة."عينك": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني، في محلّ جرّ بالإضافة. "إنما": حرف مشبه بالفعل بطل عمله لدخول "ما" عليه. "نحاول": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن. "ملكًا": مفعول به منصوب. "أو": حرف عطف. "نموت": فعل مضارع منصوب بـ "أن" المضمرة، ويجوز فيه الرفع (وهو موطن الشاهد)، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن. "فنعذرا": الفاء: حرف عطف، و"نعذرا": فعل مضارع مبني للمجهول، منصوب عطفًا على "نموت" والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن.
وجملة "قلت ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "لا تبك ... ": في محل نصب مفعول به (مقول القول). وجملة "نحاول ملكًا": تعليلية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "نموت" حيث أجاز فيه سيبويه الرفع إمّا بالعطف على "نحاولُ"، أو بالقطع، أي: نحن نموت. [1] الفتح:16.
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 4 صفحه : 235