responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش    جلد : 4  صفحه : 237
تنه عن خلق، ولا تأتِ مثلَه. ولو كان قال ذلك، لكان قد نهاه أن ينهى عن شيء، ونهاه أن يأتي شيئًا من الأشياء، وهو محال. فلمّا استحال، حَمَلَ الثاني على الأول، كأئَّه تَخيّل مصدرَ الأوّل إذ كان الفعل دالاً عليه مع موافَقة المعنى المرادِ، فصار كأنّه قال: "لا يكن منك نَهيٌ"، ثمّ أضمر "أنْ" مع الثاني، فصار مصدرًا في الحكم، ثمّ عطف مصدرًا متأوَّلاً على مصدر متأوّل، ولذلك لا يجوز إظهارُ "أنْ" فيه، لئلّا يصير المصدر مصرَّحًا به، ثم تعطفه، فتكون قد عطفت اسمًا صريحًا على فعل صريح. فلو كان الأول مصدرًا صريحًا، لجاز لك أن تُظْهِر "أنْ" في الثاني، نحوَ قوله [من الوافر]:
968 - لَلُبْسُ عَباءَةٍ وتَقِرَّ عَيْنِي ... أحَبُّ إليّ من لُبْسِ الشُفُوفِ
ولو قال: "وأن تقرّ عيني"، لجاز؛ لأنّ الأول مصدرٌ، فـ "لبس عباءة" مبتدأٌ، و"تقرّ عيني" في موضع رفع بالعطف عليه، "وأحبّ إليّ" الخبرُ عنهما. والمعنى أن لبس الخَشِن من الثياب مع قُرّة العين أحبّ إليّ من لبس الشفوف، وهو الرقيق من الملبوس، فالتفضيلُ لهما مجتمعين على لبس الشفوف، ولو انفرد أحدهما، بطل المعنى الذي أراده، إذ لم يكن مراده أن لبس عباءة أحبّ إليه من لبس الشفوف، فلمّا كان المعنى يعود إلى ضمِّ "تقرّ عيني" إلى "لبس عباءة"، اضطُرّ إلى إضمارِ "أنْ" والنصب. وقد حُكي عن الأصمعي أنه قال: لم أسمعه إلَّا "وتأتي مثلَه" بإسكان الياء يجعَله مرفوعًا على

968 - التخريج: البيت لميسون بنت بحدل في خزانة الأدب 8/ 503، 504؛ والدرر 4/ 90؛ وسرّ صناعة الإعراب 1/ 273؛ وشرح التصريح 2/ 244؛ وشرح شواهد الإيضاح ص 250؛ وشرح شواهد المغني 2/ 653؛ ولسان العرب 13/ 408 (مسن)؛ والمحتسب 1/ 326؛ ومغني اللبيب 1/ 267؛ والمقاصد النحوية 4/ 397؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 277؛ وأوضح المسالك 4/ 192؛ والجنى الداني ص 157؛ وخزانة الأدب 8/ 523؛ والرد على النحاة ص 128؛ ورصف المباني ص 423؛ وشرح الأشموني 3/ 571؛ وشرح ابن عقيل ص 576؛ وشرح عمدة الحافظ ص 344؛ وشرح قطر الندى ص 65؛ والصاحبي في فقه اللغة ص 112، 118؛ والكتاب 3/ 45؛ والمقتضب 2/ 27.
اللغة: العباءة: الرداء الواسع. تقرّ عيني: تطمئن، أو يرتاح بالي. الشفوف: الثوب الرقيق الناعم.
المعنى: إنّ لبس العباءة مع راحة البال أحبّ إليها من لبس الثياب الناعمة التي تلبسها المتحضّرات.
الإعراب: "للبس": اللام: لام الابتداء، "لبس": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "عباءة": مضاف إليه مجرور. "وتقرّ": الواو: حرف عطف، "تقر": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، والمصدر المؤوّل من "أن تقرّ" معطوف على "لبس" في محل رفع."عيني": فاعل مرفوع بالضمة المقدّرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جرّ بالإضافة. "أحب": خبر المبتدأ مرفوع. "إليّ": جار ومجرور متعلّقان بـ"أحب"، "من لبس": جار ومجرور متعلّقان بـ"أحبّ"، وهو مضاف. "الشفوف": مضاف إليه مجرور.
وجملة "لبس عباءة ... ": ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "وتقرّ" حيث نُصب الفعل المضارع بـ "أن" مضمرة بعد الواو التي بمعنى "مع".
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش    جلد : 4  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست