هذه الأصول العامة التي يبحث عنها النحاة مع أمثلتها الفاعل مرفوع، والمفعول به منصوب مثل قواعد الأصول الأمر يقتضي الوجوب، العام يبقى على عمومه إلا إذا جاء مخصص، كذلك في فن النحو الفاعل مرفوع هذه قاعدة عامة، المفعول به منصوب هذه قاعدة عامة، المضاف إليه دائمًا مجرور قاعدة عامة، المضاف مقدم على المضاف إليه ولا .... # 27.10 هذه قاعدة عامة، هذه القاعدة تطبق على أجزائها ومفرداتها وآحادها فتحصل النتيجة برفع الفاعل ونصب المفعول، متى؟ عندما يكون نظر النحوي في أواخر الكلمات، إذًا النحو علم بأصول يعرف بها أحوال أواخر الكلم إعرابًا وبناءً. إعرابًا وبناءً هذا لإخراج ما تعلق بحث الصرفي بآخر الكلمة.
ما موضوع علم النحو؟ نقول: الكلمات العربية الاسم والفعل والحرف. من أي جهة؟ من جهة كونها معربة أو مبنية، إذًا موضوع علم النحو هو: الكلمات العربية من حيث الإعراب والبناء.
فائدته: ما أشار إليه الناظم هنا (اجْنَحْ إِلَى النَّحْوِ) إذا عرفت النحو هذه القواعد العامة وطبقتها على كلام الله، وكلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وطبقتها على كلام العلماء ما ... # 28.15 (اجْنَحْ إِلَى النَّحْوِ تَجْدْهُ) هذا الجواب، (تَجْدْهُ) هذا فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الطلب (اجْنَحْ إِلَى النَّحْوِ)، أي: إلى فن النحو. إلى تعلم فن النحو (تَجْدْهُ عِلْمَا ** تَجْلُو بِهِ الْمَعْنَى الْعَوِيْصَ الْمُبْهما) (تَجْلُو) الجلاء بمعنى الانتشاء والظهور والبيان، (الْمَعْنَى الْعَوِيْصَ) احترازًا من المعنى الواضح البين، (الْعَوِيْصَ) من الشعر والنثر ما يصعب استخراج معناه، ... (الْعَوِيْصَ) ما يصعب استخراج معناه، (الْمُبْهما) يقال: أبهم الباب أغلقه، واستبهم عليه الكلام استغلق، ولذلك المعاني الواضحة البينة هذه قد لا تحتاج إلى علم النحو فلذلك بعض الطلاب إذا اتضحت له الكثير من مسائل الفقه والحديث يقول: لا داعي لفن النحو. نقول: لا علم النحو أكثر ما يستفاد منه في المعاني العويصة المبهمة. وقلنا: (الْعَوِيْصَ). يعني: الذي يصعب استخراج معناه. ولذلك يقول السيوطي رحمه الله تعالى:
النحو خير ما به المرء عني ** إذ ليس علم منه حق يرتضي
النحو خير ما به المرء عني، يعني: من علوم الآلة ليس على الإطلاق، إذ ليس علم منه حق يرتضي، ولذلك يقول العلماء: إن فن النحو، بل اللسان العربي فنًّا نحوًا وصرفًا وبيانًا مفتاح العلوم، العلوم منغلقة في وزن الأعجمي ولو كان أصله عربيًّا.
النحو خير ما به المرء عني ** إذ ليس علم منه حق يرتضي
ولذلك ذُكر عن الفراء أنه قال: قَلَّ رجلٌ يُمْنِعُ النظر في العربية فأراد غيرها إلا سَهِلَ عليه.
(اجْنَحْ إِلَى النَّحْوِ تَجْدْهُ عِلْمَا ** تَجْلُو بِهِ الْمَعْنَى الْعَوِيْصَ الْمُبْهما)