الصرفي يشترك مع النحوي في الأواخر، لكن لا من حيث الإعراب والبناء وإنما من حيثيات أخرى كالإدغام شدة {قَالَت طَّائِفَةٌ} هنا حصل إدغام {قُمِ اللَّيْلَ} [المزمل: 2] {قُمِ} أصلها ساكنة التقى ساكنان ومبحث التقاء الساكنين هذا يبحث عنه الصرفيون فيحكم لك بأن الأول الأصل أنه يحرك بالكسر فقيل: {قُمِ اللَّيْلَ} الكسرة هذه من مبحث الصرفيين أو النحاة؟ الصرفيين لأنها ليست بكسرة إعراب وليست بكسرة بناء فإذا لم تكن كسرة إعراب ولا بناء ارتفع علم النحو واختص بالصرف.
إذًا قد يشترك الصرفي مع النحوي في الحرف الأخير من حيث ماذا؟ الصرفي ينفرد من حيث عدم النظر إلى الإعراب والبناء في الأواخر، الكلام في الأواخر، الأوائل والأواسط انتهينا النحوي ارتفع لا علاقة له، لكن يشترك النحوي مع الصرفي في الأواخر نظر النحوي من حيث الإعراب والبناء فإن كانت الحركة حركة إعراب فهي من مبحثه وإن كانت الحركة حركة بناء فهي من مبحثه، إذا لم تكن كذلك فليست من مبحث النحوي، مثل دعا أصله دَعَوَ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، هذا مبحث متعلق بالأخير هل النحوي له مدخل في هذا؟ الجواب: لا، لكن كون هذه دعا فعل ماضي مبني على فتح المقدر هنا نظر النحوي لماذا؟ لأنه من حيث البناء. إن كان متعلق الحرف الأخير البناء والإعراب فهذا مختص بالنحوي إن لم يكن كذلك فهو مختص بالصرفي.
اشترك النحوي في قوله: أحوال أبنية الكلم. لأن هذا عام يشمل ماذا؟ الأوائل والأواسط والأواخر لما اشترك علم النحو هنا وخرجت بقوله: علم بأصول يعرف به أحوال أبنية الكلم. خرجت كل مباحث أو علوم اللغة ولم يبق معنا إلا الصرف والنحو فدخل النحو معنا في قوله: أحوال أبنية الكلم. فأخرجه بقوله: التي ليست بإعراب ولا بناء. إذًا عرفنا الآن حد ماذا؟ الصرف لغةً واصطلاحًا لكن الذي عليه العمل هو تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعاني مقصودة لا تحصل إلا بها، لأن الطالب إنما يحتاج هذا لفهم ما تتعلق به تلك المعاني المقصودة.
موضوعه علم الصرف في أي شيء؟
ما موضوع علم الصرف؟
ما متعلقه؟
المفردات العربية كعلم النحو، مبحث علم النحو الكلمات العربية لكن الكلمات العربية بعد تركيبها لأن الكلمة قبل التركيب ليست معربة ولا مبنية والإعراب والبناء طارئان بعد التركيب، فحينئذٍ مبحث النحو أو النحاة أو موضوع علم النحو هو الكلمات المفردة العربية أو المفردات العربية لكن من حيث الإعراب والبناء وإنما يكون الإعراب والبناء بعد التركيب، إذًا قبل التركيب لا إعراب ولا بناء.