نام کتاب : شرح نظم قواعد الإعراب نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 12
* الجمهور على أن معنى الصلاة تبعاً لما حكاه الأزهري: الصلاة من الله الرحمة, ومن الملائكة الاستغفار, ومن الآدميين التضرع والدعاء, ولكن ابن القيم رحمه الله لم يرتض هذا, وأبطل كون الصلاة بمعنى الرحمة, قال لأن الله جل وعلى قال في كتابه (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) [البقرة/157] فعطف الرحمةَ على الصلاةِ و (العطف يقتضي التغاير) إذاً: الرحمةُ غير الصلاة, ثم آكد من هذا أن الرحمة مشروعةٌ لكل مسلم, لم يختلف العلماء هل يُترحم على المسلم فلان؟ وإنما اختلف هل يصلَّى على غير الأنبياء والملائكة؟
إذاً: المسلم الذي هو فرد من أفراد الأمة, وليس بملك ولا نبي, اختلف العلماء هل يجوز أن يصلى عليه؟ فيقال صلى الله عليه أم لا يجوز؟ ولمْ يختلفوا في جواز الترحم عليه! فدل على أن الرحمة عامة والصلاة مختصة أمَّا كون الصلاة من الآدميين بمعنى الدعاء قال هذا أيضا لا يستقيم لأنَّ (صلى) يتعدى بعلى والدعاء يتعدى بالام وبعلى دعوت له ودعوت عليه, وصلى التي بمعنى على -ولا تأتي بغيرها- ليست هي في المعنى دعا بمعنى على, إذاً اختلافا في المعنى, أيضا الدعاء يكون بالخير ويكون بالشر, والصلاة لا تكون إلا بالخير, أيضا الدعاء يقتضي مدعوا ومدعوا به فيقال: دعوت الله لك بالخير ولا يقال: صليت الله لك بالخير. ولذلك عدل رحمه الله إلى ما ذكره البخاري في صحيحه تعليقاً من قول أبي العالية: صلاة الله على عبده ثنائه عليه في الملأ الأعلى.
إذا (صلى الله) يعني أثنى الرب جل وعلى على عبده في الملأ الأعلى (على محمد) جار ومجرور متعلق بقوله صلى (محمد) هذا علم منقول قيل منقول من الحميد وهو اسم من أسماء الله جل وعلى وعليه ينزل قول حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه
وشق له من اسمه ليجلَّه ... فذو العرش محمودٌ وهذا محمدُ
وذكر ابن القيم رحمه الله أنه علمٌ منقولٌ مشتق من حمِّد مبني للمفعول مضعف العين للمبالغةِ, لأنه عليه الصلاة والسلام لكثرة خصال الخير فيه كثُر حامدوهُ, فهو محمد يعني يكثر حامدوهُ, وهذا دليل على كثرة خصال الخير فيه (على محمَّد وشيعتِهِ) شيعة الرجل المراد به أتباعه وأنصاره, وهذا اللفظ يطلق على الواحدِ ويطلق على الاثنين والجمع المذكر والمؤنث, إذاً شيعة يطلق على الواحد ويطلق على الاثنين ويطلق على الجمع سواء كان جمعا مذكرا أو جمعا مؤنثاً, واختص عند المتأخرين باسم خاصٍ وهو إطلاقهُ على "من يتولى عليا رضي الله تعالى عنه وأهل البيت" ولكن نحمل كلام الناظم هنا على المعنى الأول يعني الأتباع عموما ولا يخص أهل البيت.
(صلى على محمد وشيعته) يعني وأتباعه على دينه (من أسس الإعراب في شريعته).
صلى على محمد وشيعته (الشيعة) هنا بمعنى الأتباع والأنصار, ولك أن تحمله بمعنى الآل كأنه قال: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمدٍ. فيكون قد صلى على آل محمد امتثال لقوله عليه الصلاة والسلام: قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
من أسس الإعراب في شريعته (من أسَّسَ) هذا يحتمل أنه معطوف على سابقه بحذف حرف العطف, وإن كان من جهة الصناعة يجوز أن يكون فاعلا لصلَّى لكن يفسد المعنى فيما يبدو والله اعلم.
نام کتاب : شرح نظم قواعد الإعراب نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 12