نام کتاب : شرح نظم قواعد الإعراب نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 13
إذا (صلى على محمد) وصلى (على شيعته) آله وأتباعه وأنصاره وصلى (على من أسس الإعراب)
(في شريعته) يعني في ملته الشريعة تطلق بمعنى الملة والدين وتطلق أيضا بمعنى ما يقابل العقيدة (لكلٍ جعلنَا منكمْ شرعةً ومنهاجاً) [المائدة/48] يعني يطلق على ما تعلق بكيفية العمل لا على المعتقد, وقد أطلقه بعضُ السلف على المعتقد أيضا إذاً يطلق على الملة الشاملة للعلميات والعمليات ويطلق لفظ الشريعة مراداً به العَمَليات كما هو في اصطلاح المتأخرين, ويطلق أيضا على العِلْمِيات وهو المعتقد كما ذكر الآجري في تسميةِ كتابه "الشريعة" وخصه بمعتقد أهل السنة والجماعة.
من أسس الإعراب (أسس) بمعنى أصَّل, فالأساس والأصل بمعنى واحد والأصل حده: ما بني عليه غيره.
فالأصل ما عليهِ غيره بنُي ... والفرعُ ما على سواه ينبني
(من أسس الإعراب) من أصل الإعراب (أل) هنا للعهد الذهني يعني الإعراب المصطلح عليه عند النحاة, فإن من أسسه وأصَّله هو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه, وقيل إنه أبو الأسود الدؤلي على نزاع بين أهل العلم والأكثر على أنه علي رضي الله تعالى عنه.
وَقَدْ حَصَرْتُ بِطَرِيقِ الرَّجَزِ ... قَوَاعِدَ الإِعْرَابِ حَصْرَ مُوجَز
(الرجز) هو بحر من بحور الشعر سمي رجزا لإضطرابهِ, كانت العرب تسمي الإبل أو الناقة إذا ارتعشت فخذاها تسميها رجزا كصحرا, والمراد به هنا ما سدس من التفعيلات يعني ما يأتي على (مستفعلن مستفعلن مستفعلن) ست مرات.
(وقد حصرت) يعني جمعت قواعد الإعراب (قواعدَ) هذا مفعول لقوله (حصرت) يعني جمعت قواعد الإعراب. (قواعد الإعراب) يقصد به كتاب ابن هشام رحمه الله الذي سبق التنويه به.
حصرت حصرَ موجز (حصر) هذا مفعول مطلق نوعي لأنه أضيف, وأصله من إضافة الصفة إلى الموصوف, (حصرت حصراً موجزاً) يعني حصراً موجزاً يعني ملخصا مختصرا بطريق الرجز (بطريق) هو الرجز وهذه الإضافة تسمى إضافة بيانية يعني جَمعت وحصرتُ هذا الكتاب منثوره فيما استطعت عليه أو فيما استطعت به بطريق الرجز الذي هو أسهل بحور الشعر لأنَّ العلماء وخاصةً المتأخرين قد نظموا علومهم على هذا البحر لسهولتِه وسلاستِه.
إذاً: يقول حصر قواعد الإعراب الذي هو لابنِ هشام رحمه الله ببحر الرجز, ونصَّ على أن هذا الحصر فيه إيجاز واختصار إذاً قد يفوته بعض الشيءِ. لماذا حصر لماذا جمع بطريق الرجز ولم يتركه نثرا؟
لِيَسْهُلَ الحِفْظُ عَلَى الطُّلاَّبِ ... فِي تِلْكُمُ الأَرْبَعَة الأَبْوَابِ
قال (ليسهل) ضد يصعب (الحفظ على الطلاب) وهذا يشير على أن القاعدة العامة عند العلماء (أن من لازم طالب العلم الحفظ) من لم يحفظ لنْ يتقن الفن أبدا كل فن يريد طالب العلم أن يتقنه لابد له من محفوظ وإن قلَّ سواء كان منثورا أو منظوما إذا (ليسهل الحفظ على الطلاب).
لذلك ذكر السفاريني رحمه الله أنه نظم عقيدته لهذا الغرض أيضا ليسهل الحفظ على الطلاب فقال رحمه الله: ... وصار من عادة أهل العلم ** أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم
بالنظم لأنه يسهل للحفظ كما ** يروق للسمع ويشفي من ظما
نام کتاب : شرح نظم قواعد الإعراب نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 13