responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 4  صفحه : 394
[[2]/ 228] قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.

2888 - "إياكم والوصال، إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقين، فاكفلوا من العمل ما تطيقون". (ق) عن أبي هريرة (صح).
(إياكم والوصال) أي مواصلة الصوم وهو نوعان: من سحر إلى سحر، قال ابن القيم [1]: وهو جائز، قيل: والأفضل عدمه ووصال الأيام ذات العدد، وقيل وهو محرم لهذا النهي ونحوه، وقد بسط ابن القيم ذلك في زاد المعاد، قالوا: فإنك تواصل قال: (إنكم لستم في ذلك مثلي) أي على صفتي ومنزلتي من ربي. (إني أبيت) وفي رواية: "أظل" والمراد منهما الزمن كله؛ لأنه يعبر بهما عنه ويخبرهما على الدوام. (يطعمني ربي ويسقين) اختلف في هذا الإطعام هل هو حقيقي؟ أو لا؟ فقيل: حقيقي؛ لأنه حقيقة اللفظ، ورد بأنه لو كان حقيقة إطعامًا لما كان مواصلاً - صلى الله عليه وسلم - ولما كان جوابًا لمن قال له ذلك إنك تواصل، ولقال لم أواصل إني أطعم وأسقى، فالأصح أن المراد به التلذذ بالمناجاة والاغتذاء بما يعرض على قلبه من المعارف فإنه أنفع من غذاء الأبدان، قال ابن القيم [2]: إنه الصحيح وبه يعرف التجربة لمن له أدنى تجربة وذوق يعلم استغناء الجسم بغذاء الروح والقلب عن كثير من الغذاء الحيواني ولا سيما المسرور الفرحان الظافر بمطلوبه الذي قد قرت به عينه بمحبوبه وتنعم بقربه والرضا عنه وإلطاف محبوبه وهداياه وتحفة تصل إليه كل وقت ومحبوبه حفي به معتن بقربه ومكرم له غاية الإكرام مع المحبة التامة أفليس في هذا أعظم غذاء لهذا المحب؟ إلى آخر كلامه. (فاكفلوا من العمل ما تطيقون) هو بيان لوجه حكمة النهي وهو حذف العمل في العبادة والتقصير فيما هو أهم وأرجح من وظائف الدين من

[1] زاد المعاد (2/ 30).
[2] زاد المعاد (2/ 30).
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 4  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست