responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 4  صفحه : 380
(ألا أنبئك بشر الناس من أكل وحده) بخلاً وشحًا، أو تكبرًا أن يأكل معه أولاده وأهله. (ومنع رفده) بالكسر عطاءه وصلته. (وسافر وحده) لأنه شيطان كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه من صفات الشياطين.
(وضرب عبده) لغير جرم أو لجرم؛ فإنه وإن جاز له ضربه لكن العفو أفضل. (ألا أنبئك بشر من هذا) والمراد بشر الناس في الأول ليس على إطلاقه بل شرهم في تلك الأمور. (من يبغض الناس) فإن الله قد أمر بالتحاب والمؤاخاة. (ويبغضونه) لأنه يدل على أنه لا يحب في الملأ الأعلى. (ألا أنبئك بشر من هذا) وممن قبله بالأولى. (من يخشى شره ولا يرجى خيره) لأنه لا خير حينئذ أصلاً. (ألا أنبئك بشر من هذا) ومن الأوليين أيضًا كذلك. (من باع آخرته بدنيا غيره) أي بتحصيل الدنيا للغير فإنه شر من الكل؛ لأنه فوت الدين في شيء لا يعود عليه نفعه فهو أخسر الناس صفقة؛ فإنه خسر الدارين. (ألا أنبئك بشر من هذا) ومن الذي قبله. (من أكل الدنيا بالدين) أي الذي جعل الدين آلة لتحصيل الدنيا فبائع آخرته بدنيا غيره ما جعل الدين وصلة إلى الدنيا بل ترك الأمرين وأما هذا فعكس ما أمر الله به وما جعله سببًا لنيل الآخرة يجعله له سببًا لنيل الدنيا فكان كالمضاد لله المستهزئ بشرعه الغالب لنهيه ولأمره فلا غرو كان شرًا من بائع آخرته بدنيا غيره.
واعلم: أن لفظ الناس في صدر الحديث مخصص بما بعده، فكأنه قيل: شر الناس ما عدا من يذكر، أو المراد بهم: بعضهم من العام المراد به الخصوص. (ابن عساكر [1] عن معاذ)، ورواه الطبراني من حديث: ابن عباس، وضعفه المنذري.

[1] أخرجه ابن عساكر (51/ 133) والحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (1070)، والطبراني في الشاميين (1432)، وعبد بن حميد (675) عن ابن عباس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2173).
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 4  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست