responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 4  صفحه : 178
(إنما أنا بشر) قال الراغب [1]: عبر عن الإنسان بالبشر اعتبارًا بظهور جلده بخلاف الحيوانات التي عليها صوف أو شعر أو وبر، ويستوي في لفظه الواحد والجمع. (تدمع العين) شفقة ورحمة. (ويخشع القلب) أي يلين ويرق وقدم دمع العين عليه مع أنها لا تدمع إلا إذا خشع لأنها التي يشاهدها المخاطب فالإخبار عنها أهم. (ولا نقول) عند المصيبة التي يتأثر عنها ما ذكر. (ما يسخط الرب) من ألفاظ الجزع. (ووالله يا إبراهيم) نداء لابنه - صلى الله عليه وسلم - وندبه له تصويرًا لعظيم موقعه في القلب كأنه مخاطب. (إنا بك) أي بسبب وفاتك. (لمحزونون) عبر بالجمع إما للإشارة بأن حزنه - صلى الله عليه وسلم - حزن جماعة، أو لأنه وأصحابه ومن يحبه حزن لحزنه - صلى الله عليه وسلم - ويحتمل أن الضمير للوالد العظيم ثم تبعه جمع الخير ولا يخفى ما في هذا الإخبار من بث شكواه وحزنه - صلى الله عليه وسلم - على ولده وما في القسم من الإعلام بقوة الباعث على الإخبار لا لإنكار منكر، أو نزل الخالي عن الحكم منزلة المنكر والبكاء والحزن لا ينافي الرضا بالقضاء والصبر والاحتمال وإعطاء رحمة الولد حقها والرضا بالقضاء حقه واتفق لبعض العارفين أنه مات له ولد فجعل يضحك فسئل فقال: إن الله قضى بقضاء فأحببت أن أرضى بقضائه، فأشكل ذلك على جماعة من أهل العلم فقالوا كيف يبكي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم مات ابنه وهذا يضحك؟ فقال ابن تيمية: هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكمل من هدي هذا العارف فإنه اتسع قلبه للأمرين الرضا بالقضاء ورحمة ابنه وهذا لم يتسع قلبه لذلك. (ابن سعد [2] عن محمود بن لبيد) وقد رواه البخاري وأبو داود ومسلم باختلاف يسير.

[1] انظر: مفردات ألفاظ القرآن (ص: 124).
[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 142)، أخرجه البخاري (1303)، ومسلم (2315)، وأبو داود (3126)، وابن ماجة (1589) بمعناه.
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 4  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست