روي عن عمر رضي الله عنه أنه وجد من معاوية ريحاً طيبة وهو محرم، فقال: من قشبنا. أراد أن ريح الطيب على هذه الحال قشب كما أن ريح النتن قشب، ويقال: ما أقشب بيتهم، أي ما أقذره [338].
وقوله "ذكاها" أي تلهبها. قال ابن قتيبة في تفسير هذا الحديث: ذكاها أي اشتعالها. قال ابن ولّاد: الذكا تلهب النار مقصور غير ممدود.
[الكلام في الضحك والتَجلّي] (339)
116 - وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو الله حَتَّى يَضْحَكَ الله مِنْهُ فَإذَا ضَحِكَ الله مِنْهُ قَالَ: ادْخُلِ الجَنَّةَ" [340] (ص 166).
قال الشيخ -وفقه الله-: الضحك من الله محمول على إظهار الرضا والقبول إذ الضحك في البشر علامة على ذلك [341]. ويقال: ضحكت الأرض، إذا ظهر نباتها. وفي بعض الحديث "فَيَبْعَثُ الله سحاباً فَيَضْحَكُ أحْسَن الضَّحِكِ" فجعل انجلاءه كل البرق ضحكا على الاستعارة كأنه تعالى لما أظهر له رحمته استعير له اسم الضحك مجازاً.
117 - وفي حديث آخر بَعْدَ هَذَا: "يَقُولُ الله تَعَالَى لِلرَّجُلِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ فَتَتَخَيَّلُ لَهُ [342] أنَّهَا مَلأى: فَيَقُولُ الله لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ: فَيَقُولُ اتَسْخَرُ بِي أوْ تَضْحَكُ بِي وَأنْتَ المَلِكُ" (ص 173).
قال الشيخ: يتعلق بهذا الحديث سؤالان، فيقال: ما معنى قوله "تسخر [338] في (ج) "ما أقذرهم".
(339) جاء هذا العنوان في (ب) خاصة. [340] في (ج) "قال: اذهب فادخل الجنة"، وهو في حديث آخر غير هذا. [341] في (ب) "علامة ذلك". [342] فى (ب) "فيخيل إليه"، وهو ما في مسلم وفي (أ) سقطت نقط الخاء.