114 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فَيخرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا [332] فَيُصَبُّ عَلَيْهمْ مَاءُ الحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ مِنْهُ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّة فِي حَمِيلِ السَّيْلِ" [333] (ص 165).
قال الشيخ -وفقه الله-: "امتحشوا" معناه أحرقوا، قال الهروي: قال ابن شميل: الحبة (بكسر الحاء) اسم جامع لحبوب البقول التي تنتشر إذا هاجت ثم إذا مطرت من قابل [334] نبتت. قال أبو عمرو: الحِبَّة نبت ينبت في الحشيش الصغار، قال غيره: قال ابن دريد في الجمهرة: كل ما كان من بَزْر العشب فهو حبة، والجمع حبب، قال الهروي: وقوله في حميل السيل: قال أبو سعيد الضرير: حميل السيل ما جاء به من طين أو غثاء، فإذا اتفق فيه الحبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة وهي أسرع نابتة نباتا. وإنما أخبر - صلى الله عليه وسلم - عن سرعة نباتهم.
115 - وقوله في الحديث:" أي رَبّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ فَإنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأحْرَقَنِي ذَكَاهَا" [335] (ص 165).
قال الهروي: كل مسموم [336] قشيب ومقشب، وقال الليث: القِشْبُ اسم السم. وقال عمر رضي الله عنه لبعض بنيه: قشبك المال، أي ذهب بعقلك، والقَشْبُ [337] خلط السم بالطعام. [332] جاء في (أ) "امتحشوا" مشكولا بضم التاء وكسر الحاء مبنيا للنائب. وفي مسلم بالبناء للفاعل وكلاهما صحيح لأنه على البناء للفاعل يكون معناه احترقوا وعلى البناء للنائب يكون المعنى أحرقتهم النار. [333] في (ب) "في جانب السيل" وما هنا هو الموافق لما في مسلم. [334] في (ب) "تنشر إذا ماتت، ثم إذا مطرت من قبل". [335] في (ب) "ذكاؤها"، وكذلك فيما سيأتي، وهو ما في متن مسلم. [336] في (أ) و (ب) "وكل مشموم بالشين المعجمة". [337] في (ب) "والقشب والقشيب"، وهو تحريف.