ضاررته مضارة إذا خالفته، وأما من روي: لا تضامُّون (بالميم وتشديدها) فمعناه: لا ينضم بعضكم إلى بعض في وقت النظر كما تفعلون بالهلال. ومن رواه (بتخفيف الميم) فمعناه لا ينالكم ضيم في رؤيته، فيراه بعض دون بعض، بل تستوون في الرؤية، وأصله تُضْيَمُون على وزن تفعلون، وألقيت فتحة الياء على الضاد فصارت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها، والضيم الذل [329].
112 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يَأتِيَهُمُ الله فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتي يَعْرِفُونَهَا فَيَقُولُ: أنا رَبُّكُمْ" [330].
قال الشيخ: يحتمل أن تأتيهم صورة مخلوقة، فيقول: أنا ربّكم، على سبيل الاختبار والامتحان، فيقولون: "نَعُوذُ بِالله مِنْكَ فَيَأتِيَهُمُ الله فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَهَا". الإِتيان هاهنا عبارة عن رؤيتهم الله تعالى، وقد جرت العادة في المحدثين أن من كان غائباً عن غيره فلا يمكنه التوصل إلى رؤيته إلا بإتيان أو مجيء فعبّر بالإِتيان هاهنا والمجيء عن الرؤية على سبيل المجاز.
113 - وقوله: "فِي صُورَتهِ الَّتِى يَعْرِفُونَهَا" (ص 164).
أحسن ما يتأول [331] على أنها صورة اعتقاد، كما يقال: صورة اعتقادي في هذا الأمر. والاعتقاد ليس بصورة مركبة، فيكون المعنى يرون الله على ما كانوا يعتقدونه عليه من الصفات التي هو عليها. [329] في (ج) "والضيم الذل" جاءت بعد قوله "تستوون في الرؤية". [330] في (ب) "الحديث". [331] في (ج) "يتأوّل في ذلك".