نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 165
للنص , يصد كثيرًا من المثقفين المعاصرين عن فهم السنة , بل عن فهم الإسلام , ويعرضهم للارتياب في صحته إذا أخذوا الكلام على ظاهره في حين يجدون في المجاز ما يشبع نهمهم , ويلائم ثقافتهم , ولا يخرجون به على منطق اللغة , ولا قواعد الدين.
كما أن بعض أعداء الإسلام كثيرًا ما يتخذون من هذه المعاني الأصلية تكأة للسخرية من المفاهيم الإسلامية , ومنافاتها للعلم الحديث , والفكر المعاصر.
ومنذ سنوات كتب أحد دعاة النصرانية يهاجم الفكر الإسلامي بأنه يؤمن بالخرافات في عصر العلم والتنوير , مستندًا إلى بعض الأحاديث مثل ما روى البخاري وغيره: «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» [120] ويقول: الحمى ليست من فيح جهنم , بل من فيح الأرض , وما فيها من أقذار , تساعد على تولد الجراثيم.
والكاتب الغبي أو المتغابي , يجهل أو يتجاهل المعنى المجازي المراد من الحديث والذي يفهمه كل من يتذوق العربية , ونحن نقول في اليوم الشديد الحر: أن طاقة فتحت من جهنم , والقائل والسامع يفهم كلاهما المقصود من هذا الكلام.
وكتب أحد المحسوبين على الإسلام ساخرًا من حديث «الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ» [121].
وغفل هؤلاء عن المعنى المقصود من هذه العبارات وأمثالها , كالحديث المتفق عليه «وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ» [123] , فما يفهم أحد ـ ولا يتصور أن [120] متفق عليه من حديث ابن عمر وعائشة، ورافع بن خديج، وأسماء بنت أبي بكر، ورواه البخاري عن ابن عباس أيضًا. انظر " صحيح الجامع الصغير ": (3191)، وانظر " اللؤلؤ والمرجان ": (1424، 1426). [121] رواه أحمد عن أنس، والنسائي عن ابن عباس، كما في " صحيح الجامع الصغير " (3174). [122] رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة، وأحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد وجابر، كما في " صحيح الجامع الصغير ": (4126). [123] متفق عليه من حديث عبد الله بن أبي أوفى. " اللؤلؤ والمرجان ": (1137).
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 165