أجران»، وورد: «من قرأ القرآن فأعربه، فله بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه، فله بكل حرف حسنة» وصححه ابن قدامة.
وكتاب الدر النظيم فى خواص القرآن العظيم لا تجوز قراءته، ولا العمل بما فيه، وليس فيه جملة نافعة، ولا فائدة صادقة، بل كل فوائده وجمله كاذبة خاطئة، ومثله كتاب الفوائد فى الصلات والعوائد، إلا أن هذا خلط، فجمع بعضا من الصحيح، والضعيف، وبقيته أكاذيب، وخرافات، وأباطيل، وترهات، وأضاليل، وتمويهات، أعاذ الله منها المسلمين والمسلمات.
وقولهم لقارئ القرآن: الله الله، كمان، كمان يا أستاذ، هيه هيه، الله يفتح عليك، حرمه الله بقول: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: 204]، والحق أنهم لم يلتذوا بألفاظ القرآن؛ لأنهم لم يفقهوا لها معنى، بل ما كانت لذتهم إلا من حسن نغمة القارئ، والدليل على ذلك أنه لو قرأ قارئ ليس حسن الصوت، السورة بعينها، التى كانت تتلى عليهم لانفضوا من حوله، سابين لاعنين له ولمن جاء به، قائلين: جايب لنا فقى حسه زى حس الوابور.
ولقد وصف الله المؤمنين من عباده بأنهم: إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً [الأنفال: 2]، وقال فيهم أيضا: تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ [الزمر: 23].
ذكر أسباب إعراض الناس عن القرآن
هذه الأسباب كثيرة جدا، وليس منها ما يعد عذرا مقبولا عند الله تعالى، وسنبين لك هذا إن شاء الله، فنقول: المعرضون طوائف:
الطائفة الأولى: العلماء، ولإعراضهم عن القرآن سببان:
السبب الأول: أن الكتب التى يقرءونها ويتدارسونها لم توصلهم إلى إدراك حقائق هدايته، ولم تكشف لهم أنواره الربانية، وأسراره الصمدانية، ومواعظه الرحمانية، وإرشاداته المؤثرة، وترغيبه وترهيبه، وقصصه، وعجائبه، ومحاسنه، وغير ذلك مما لو أنزله الله: عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الحشر: 21]، ذلك لأنها مشحونة بالمسائل المنطقية والبيانية والفلسفية، وإظهار وجوه الإعراب والصرف،