نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 279
بعد ذلك" تفسير المنار" قد ألمّ بهذه القضية، وذهب إلى ما كان يدور بنفسى، ودعمه بكثير من هذه الشواهد والأدلة، وإليك تلخيص ما قاله فى ذلك:
" ولعلك تطالبنى بإثبات بعض القضايا المنطوية فى هذا البيان، أى إثبات أنّ الجزية ما كانت تؤخذ من الذميين إلا للقيام بحمايتهم والمدافعة عنهم، وأن الذميين لو دخلوا فى الجند أو تكفّلوا أمر الدفاع لأعفوا من الجزية، فإن صدق ظنى فأصغ إلى الروايات التى تعطيك الثلج فى هذا الباب، وتحسم مادة القيل والقال.
فمنها ما كتبه خالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا حينما دخل الفرات وأوغل فيها وهذا نصّه:
" هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا وقومه، إنى عاهدتكم على الجزية والمنعة فلك الذمة والمنعة، وما منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا. كتب سنة اثنتى عشرة فى صفر [1].
ولقد ردّ الأمراء بأمر أبى عبيدة بن الجراح ما كانوا أخذوه من الجزية من أهل حمص وما إليها حين جلوا عنها ليجتمعوا لقتال الروم، وقالوا لأهل البلاد: إنما رددنا عليكم أموالكم لأنه قد بلغ ما جمع لنا من الجموع، وإنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم، وإنا لا نقدر على ذلك الآن، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشرط وما كان بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم.
فكان جواب أهل هذه البلاد: ردكم الله علينا، ونصركم عليهم، فلو كانوا هم لم يردوا علينا شيئا وأخذوا كل شىء، لولايتكم وعدلكم أحبّ إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم، ولنذمنّ جند هرقل. وأغلقوا الأبواب وحرسوها، وكذلك فعل أبو عبيدة مع دمشق وذلك حين كان يتجهز لليرموك [2].
ومنها- وهو بعد يدل على أنّ أهل الذمة إذا لم يشترطوا الحماية أو شاركوا فى الجندية لا يطالبون بالجزية-: كتاب العهد الذى كتبه سويد بن مقرف أحد قوّاد عمر رضي الله عنهما لرزبان وأهل دهستان وسائر أهل جرجان، ونصه: [1] انظر: تاريخ الطبرى (2/ 318) ط: دار الكتب العلمية. [2] انظر: الخراج لأبى يوسف ص 81.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 279