responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 217
بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ القصص: 71 - 73.
وهذه من الصور العنيفة، التي هي أشبه بالمطارق على حسّ الإنسان المتبلّد ترسم استمرار صورة الليل أبدا، أو استمرار صورة النهار أبدا، وتطبع في مخيلة الإنسان إحدى هاتين الصورتين، وما يصاحبها من إيحاء ولون، لتخويف الإنسان من حدوث ذلك، ودفعه إلى التأمل في فضل الله عليه، ودقة بناء هذا الكون المحكم والمسخّر لهذا الإنسان الجحود، لذلك عقّب على الصورة التخييلية بالصورة الكونية المحسوسة، لبيان ما فيها من رحمة الله وفضله على عباده، ليسكنوا في الليل، ويعملوا في النهار.
ويلاحظ في تركيب الصورة، الاعتماد على فعل أَرَأَيْتُمْ لإحياء الصورة في المخيلة، واستحضارها على الشكل المرسوم، وتكرار الاستفهام، الذي له جواب واحد لا غير، تركه في التعبير، لأنه واضح مفهوم، ورد في التعقيب عن طريق الإيحاء به، دون التصريح، للتأكيد على إقرار الإنسان بذلك.
كما أن الجملة الشرطية في الصورتين حذف منها جواب الشرط زيادة في التخييل الزمني الممتد. والتشابه في بناء الصورتين من الناحية اللغوية، والتركيب، يتناسق مع الصورة الواحدة المرسومة في المخيّلة. فالصورة المتخيّلة واحدة، وبناؤها التعبيري يكاد يكون واحدا أيضا.
ولكنه يلاحظ أنه عقّب على الضياء بقوله: أَفَلا تَسْمَعُونَ وعلى الليل بقوله: أَفَلا تُبْصِرُونَ لأن السمع- كما يقول الزمخشري- يدرك ما لا يدركه البصر من ذكر منافع الضياء، ووصف فوائده، أما التعقيب على الليل ب أَفَلا تُبْصِرُونَ فلأن الناس، يبصرون منافع الظلام في السكون وغيره [17].
وقد اعتمدت الصورة في التعقيب على أسلوب اللف والنشر، وهو أسلوب بلاغي معروف، وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ فالليل لتسكنوا فيه، والنهار لتبتغوا من فضله ...
ومشهد (الظل) مرتبط بحركته، بحركة الشمس، وهو مشهد جميل وندي، ترتاح إليه

[17] الكشاف: 3/ 189.
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست