نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 233
ثم رسول الله (صللم) خلا ما استأثر به سبحانه، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة، وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله.
ثم ورث عنهم التابعون باحسان، ثم تقاصرت الهمم، وفترت العزائم وتضاءل أهل العلم، وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه، وسائر فنونه، فنوّعوا علومه وقامت كل طائفة بفن من فنونه.
فاعتنى قوم بضبط لغاته، وتحرير كلماته، ومعرفة مخارج حروفه وعددها، ... وعدد كلماته، وآياته، وسوره وأجزائه، وأنصافه وأرباعه، وعدد سجداته الى غير ذلك فسمّوا القُرَّاء.
واعتنى النحاة بالمُعْرب منه والمبنى، وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها، وصرفوا الأفعال اللازمة والمتعدية، ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به.
واعتنى المفسرون بألفاظه، وأوضحوا معنى الخفي منه، وخاضوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني، وأعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره [1].
واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة والشواهد وسموه أصول الدين وتأملت طائفة منهم معاني خطابه واستنبطوا منها أحكام اللغات من الحقيقة والمجاز، وتكلموا عليها وسموه أصول الفقه.
وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر ما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام، وسموه بعلم الفروع وبالفقه أيضاً [2].
وتلمحت طائفة ما فيه (145/ ... ) من القصص السالفة وأخبار الأمم الخالية وجميع ما يتعلق بذلك، وسموه التاريخ.
وتنبه آخرون لما فيه من الحكم، والأمثال، والمواعظ التي تقلقل قلوب الرجال وتدكدك الجبال، فاستنبطوا فصولاً وأصولاً وسُمّوا الخطباء والوعّاظ.
واستنبط قوم منه أصول العبارة وسموه تعبير الرؤيا.
وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك وسموه علم الفرائض. [1] الاتقان: 2/ 272. [2] المصدر نفسه: 2/ 273،274.
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 233