نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 234
ونظر قوم الى ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة في الأيام والكواكب وغيرها وسموه علم المواقيت.
ونظر الكتّاب والشعراء الى ما فيه من جزالة اللفظ، وبديع النظم، وحسن السياق، والتلوين في الخطاب، والاطناب، والايجاز وغير ذلك وسموه علم المعاني، والبيان، والبديع [1].
ونظر فيه أرباب الاشارة وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان جعلوا لها أعلاما كالفناء، والبقاء، والأنس، والوحشة، والقبض، والبسط وما أشبه ذلك، وسموه علم التصوف، وهذه الفنون هي التي أخذتها الملة الاسلامية منه.
وقد احتوى على علوم أخرى من علوم الأوائل مثل: الطب، والجدل، والهيئة، والهندسية، والجبر، والمقابلة، والنجامة، والتجارة، والغزل، والفلاحة، والصيد، والغوص، والصياغة، والزجاجة، والملاحة، والكتابة، والخبز، والطبخ، والغسل، والقصارة، والجزارة، والبيع، والشراء، والصبغ، والحجارة، والكيالة، والوزن، والرمي [2].
وفيه من أسماء الآلات وضروب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله: {ما فَرطَّنا في الكتابِ من شيء} [3] وأنه مع قلة الحجم متضمن للمعنى الجم، بحيث تقصر الألباب البشرية عن إحصائه والآلات الدنيوية عن استيفائه، كما نبّه عليه بقوله: {وَلَو أنَّما في الأَرض من شَجَرَةٍ أَقْلام والبَحُر يَمُدُّهُ من بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدت كَلِماتُ اللهِ} [4].
وقال القاضي أبو بكر [بن العربي] [5]: علوم القرآن خمسون علماً وأربعمائة علم، وسبعة آلاف علم، وسبعون ألف علم، عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة إذ لكل كلمة ظهر، وبطن، وحد، ومقطع وهذا مطلق دون اعتبار تركيب وما بينهما من روابط، وهذا ما لا يحصى ولا يعلمه إلا الله [6]. [1] المصدر نفسه: 2/ 274،275. [2] ينظر: الاتقان: 2/ 275،276، وفيه الآيات الدالة على هذه العلوم. [3] الأنعام / 38. [4] لقمان / 27. [5] زيادة يقتضيها السياق من الاتقان: 2/ 276. [6] الاتقان: 2/ 276،277.
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 234