نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 281
يعتبرها الماركسيون ميتافيزيقية؛ لعدم فهمها لحقيقة التغير وتجاهلها لصراع الأضداد بصفة خاصة.
ما هو الجدل إذًا؟ وما هو دوره؟ وما هي علاقته بالميتافيزيقا؟ يقول إنجلز: "ينظر الجدل إلى الأشياء والتصورات في تسلسلها, وفي علاقاتها المتبادلة وفعلها المتبادل والتحول الذي ينتج عن ذلك, وفي نشأتها وتطورها وانهيارها".
هكذا يتعارض الجدل من جميع النواحي مع الميتافيزيقا ليس لأنه لا يعترف بالسكون, ولا بالفصل بين مختلف وجوه العالم الواقعي, بل لأنه يرى في السكون وجها نسبيا من وجوه الواقع بينما الحركة مطلقة، كما يرى أن كل فصل بين الأشياء هو فصل نسبي؛ لأنها تترابط بطريقة أو بأخرى وتتفاعل كلها مع بعضها[1].
يهتم الجدل بالحركة في كل عصورها سواء كانت تغيرا مكانيا, أو تغيرا من حالة كمية إلى أخرى كيفية, ويفسرها على أساس قانون صراع الأضداد الذي يعتبر أهم قوانين الجدل. فكل الأشياء والظواهر تحتوي على جوانب متعارضة, وإن كانت مرتبطة عضويا؛ ومن ثم تشكل الوحدة التي لا تنفصم بين الأضداد.
نشاهد ذلك في التناقضات بين السالب والموجب داخل الذرة، وفي التفاعلات الكيميائية، وفي الخصائص المتعارضة للكائن العضوي بين المحافظة على الصفات الوراثية وبين القدرة على تطوير صفات جديدة بهدف التكيف مع الوسط والبيئة، وفي النشاط الذهني للإنسان بين الانفعال والكبت، وفي عمليات المعرفة بين الاستقراء والاستنباط والتحليل والتركيب وفي المجتمع الواحد بين أمراء الإقطاع والأقنان أو بين الرأسمالية والعمال. وبينما يعزل الميتافيزيقي بين الأضداد, يرى الجدلي استحالة وجود بعضها دون البعض الآخر, وإن كل حركة أو تغير أو تحول لا يفسره إلا صراع الأضداد[2]. [1] F. Engels, Anti-Duhring, op., cit., p. 459. [2] المبادئ الأساسية للفلسفة، ص32، 33,
V. Afanasyev, op. cit., 98, 99.
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 281