نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 282
يقول إنجلز: "كل كائن عضوي يكون في كل لحظة هو نفسه وليس هو نفسه؛ لأنه في كل لحظة يتمثل مواد غريبة ويستبعد أخرى. وبعد زمن طويل أو قصير تكون مادة هذا الجسم قد تجددت تماما, وحلت محلها ذرات أخرى من المادة.
وإذا نظرنا إلى الأشياء عن كثب, لوجدنا أيضا أن قطبي تناقض ما، كالموجب والسالب مثلا، لا ينفصلان بقدر ما هما متنافران. فبالرغم من أن لكل منهما قيمة النقيض antithesis فهما متداخلان تداخلا مشتركا. وشبيه بذلك العلة والمعلول "أو السبب والنتيجة" فهما تصوران لا قيمة لهما إلا عند تطبيقهما على حالة جزئية.
إلا أنه بمجرد النظر إلى هذه الحالة الجزئية في ارتباطها الكلي بمجموع العالم، يذوب هذان التصوران وينحلان بالنسبة إلى الفعل المتبادل الشامل الذي تستبدل فيه العلل والمعلولات بعضها بعضا باستمرار. فما كان الآن أو ههنا معلولا يصبح علة هناك أو فيما بعد, والعكس بالعكس"[1].
يسير الأمر على نفس الوتيرة في المجتمع, حيث توجد وحدة وصراع الأضداد في صورة صراع الطبقات، كما أن صراع الأضداد هنا كما هو محرك للتطور هو أيضا محرك للفكر[2].
تتضح من ذلك الأهمية الكبيرة التي يحتلها الجدل في هذا المنهج المادي؛ ولهذا نشير إلى أهم معانيه طبقا للمفهوم الماركسي. فالجدل قد يعني واحدة أو أكثر من النقاط التالية، فهو:
- فن البحث في حقيقة الآراء, واختبار مدى صحة المناقشة.
- المناقشة المنطقية. [1] F. Engels, Anti-Duhring, op., cit., 35, 36. [2] V. Afanasyev, Marxist Philosophy op. cit., pp. 99 ff.
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 282