responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع    جلد : 1  صفحه : 280
وغيرها هي صور مختلفة كيفيا لواقع مادي واحد.
اكتشاف داروين في كتابه أصل الأنواع أن كل الكائنات الحية نتاج تطور طبيعي اعتمادا على بحوثه في علم الحفريات, وعلى الحيوانات المختلفة[1].
هذا بالإضافة إلى تقدم العلوم الأخرى مثل نظرية كانت ولابلاس التي تفسر المجموعة الشمسية بإرجاعها إلى سديمية من السديميات، ومولد علم الجيولوجيا التي ساعدت كلها مجتمعة على فهم الطابع الجدلي للطبيعة بوصفها وحدة لكل هائل في صيرورة, أي: في حالة تحول مستمر وفقا لقوانين حتمية وتولد باستمرار وجوها جديدة، وإدراك أن النوع البشري والمجتمعات البشرية هي لحظة في هذه الصيرورة الكونية[2].
يضيف الماركسيون أن تأصيل المنهج الجدلي, وزيادة خصوبته كانتا تسيران جنبا إلى جنب مع تقدم العلوم الطبيعية. فمثلا لم يستطع المفكرون الماديون قبل ماركس -ديدرو، هيلقيشيوس في القرن الثامن عشر- اكتشاف المنهج الجدلي؛ لأن علوم المادة الحية كانت لا تزال في مهدها. فالمادية الجدلية نفسها لم تظهر إلا بعد التقدم العلمي الذي أثبت فكرة التطور وتغير نوع إلى آخر, وهي الفكرة الجدلية الأولى.
ولا يجب أن ننسى أنه في القرن الثامن عشر أيضا كانت الميكانيكا العقلية لنيوتن هي السائدة, وهي التي لم تكن تعرف سوى أبسط أشكال الحركة أي: التغير المكاني وإنكار التحولات الكيفية في الطبيعة. ولعل هذا هو السبب في تسمية مادية القرنين السابع عشر والثامن عشر بالمادية الميكانيكية[3] التي

[1] F. Engels "Ludwig Feuerbach" op. cit., pp. 374, 388.
[2] F. Engels, "Ludwig Feuerbach", op. cit., 373.
[3] lbid, p. 372, V. Afanasyev, Marxist Philosophy, op., cit., p
.15.
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست