الوسطية الإسلامية منهج اجتماعي ففي العصر الحديث تعرض العالم الإسلامي للاحتلال الدائم والغزو الشامل من المستعمرين الغربيين، فبالرغم من أن كثيراً من بلدان العالم الإسلامي قد تخلصت من الاستعمار وحققت الاستقلال، غير أنهم في الحقيقة خرجوا من باب ودخلوا في باب آخر من أبواب الاستعمار التي دبرتها أعداء الإسلام، وقد فرضت عليهم الدول الغربية القوة العسكرية والوكالة السياسية والهيمنة الاقتصادية، الأمر الذي جعل العالم الإسلامي دائما تحت أزمات ومشكلات داخلية وخارجية، وتدهورت الأوضاع وفقد التوازن في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة، وتعد حقا هذه الفترة من الزمن في التاريخ الإسلامي تاريخ الهوان والذل والمقاومة، وتحت مثل هذه الظروف الصعبة القاسية لم تستطع وسطية الإسلام أن تبرز خاصيتها، بل تكاد تفقد صورتها أمام تحديات التيارات والأفكار المناقضة، ومنها التطرف.