responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 226
تبارك وتعالى خالق الكون ومفيض الخير والرحمة والنعمة. وبذلك يشتق صاحب هذه الشخصية مثاليته من الحق والخير والكمال، وتتجلى مثاليته بطلب الحقيقة أين كانت، والنزوع إلى الكمال، وحب الخير ويبدو في حب الإنسانية جميعًا والعمل في سبيلها..
ولا شك أن سيطرة هذه المثل على النفس توحدها وتربط دوافعها ونوازعها وعاداتها كلها برباط واحد، تحت قيادة واحدة تسير النفس في ظلها موحدة منسجمة، لا نزاع فيها ولا شذوذ ولا نشاز، كما تستمد من هذه المثل كل نزعة خلقية لدى الفرد، وغذاءها وحافزها وموجهها[1].
3- "وإن منهج الإسلام يتناول الحياة كلها، ويتولى شئون البشرية كبيرها وصغيرها، وينظم حياة الإنسان لا في الحياة الدنيا وحدها، ولكن كذلك في الدار الآخرة، ولا في عالم الشهادة وحده ولكن كذلك في عالم الغيب المكنون عنها، ولا في المعاملات المادية الظاهرة وحدها ولكن كذلك في أعماق الضمير، ودنيا السرائر والنوايا -فهو مؤسسة ضخمة هائلة شاسعة الأطراف- ولا بد له إذن من جذور وأعماق بهذه السعة والضخامة والعمق والانتشار أيضًا.
هذا جانب من سر هذا الدين وطبيعته، يحدد منهجه في بناء نفسه وفي امتداده، ويجعل بناء العقيدة وتمكينها، وشمولها هذه العقيدة واستغراقها لشعاب النفس كلها. ضرورة من ضروريات النشأة الصحيحة، وضمانًا من ضمانات الاحتمال، والتناسق بين الظاهر من الشجرة في الهواء والضارب من جذورها في الأعماق.
ومتى استقرت عقيدة "لا إله إلا الله" في أعماقها الغائرة البعيدة،

[1] انظر "لمحات في التربية الإسلامية" للدكتور محمد أمين المصري. ص244.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست