responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 225
بلغ من الدقة والتنظيم والإحكام- أثر أقوى وأبلغ وأشد فاعلية في توجيه البشر من الإيمان، وأن كل ما عداه من العوامل التي أحلها البشر محل العقيدة، واعتبروها ذات أثر في حركات الأفراد والجماعات، إنما تتفاوت -من حيث القوة والضعف- بمقدار ما بينها وبين الإيمان من المشابهة، في تمكنها من باطن السريرة وأصل الشعور.
إن الإيمان ينشئ في الإنسان ضميرًا واحدًا لا يعتريه ضعفٌ أو انهزام، ولا يتبدل وفق تبدلات الزمان والمكان، ولا يتكيف بحسب البيئة والنظم، ولا يتعطل تحت ضغط الأهواء والشهوات، إنه في يقظة دائمة وتنبه مستمر، يرصد نوازع الشر، ويحذر خداع النفس، ويبين حقيقة الهوى، ويرقب نزغات الشيطان[1].
2- ولما كان بين العقيدة والسلوك أوثق ارتباط وأعمقه وأقواه فإن الثقافة الإسلامية بترسيخها العقيدة في النفس الإنسانية إنما تقيم حجر الزاوية في التطهير النفسي من دنس الأهواء ونزغات الشيطان، وتنقي الضمير من شوائب الانحراف والفساد وبذلك تسمو بهذه النفس إلى حب الفضائل من الصدق والوفاء، والكرم والشجاعة، والتضحية والإيثار، ولا شك أن الارتقاء بالنفس عن المستوى المادي القاصر المحدود يترك أطيب الثمرات في السلوك ويتيح للإنسان أن يحيا حياة كريمة طيبة.
قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [2].
ومن شأن الثقافة الإسلامية أن تنشئ شخصية ذات مثل أعلى يتصل بالله

[1] انظر "المسألة الاجتماعية بين الإسلام والنظم البشرية" للمؤلف ص202.
[2] النحل: "97".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست