responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 227
استقر معها في نفس الوقت النظام الذي تتمثل فيه "لا إله إلا الله" وتَعَيَّنَ أنه النظام الوحيد الذي ترتضيه النفوس التي استقرت فيها العقيدة واستسلمت هذه النفوس ابتداءً لهذا النظام، حتى قبل أن تعرض عليها تفصيلاته، وقبل أن تعرض عليها تشريعاته، فالاستسلام ابتداء هو مقتضى الإيمان، وبمثل هذا الاستسلام تلقت النفوس -فيما بعد- تنظيمات الإسلام وتشريعاته بالرضى والقبول، لا تعترض على شيء منه فور صدوره إليها، ولا تتلكأ في تنفيذه بمجرد تلقيها له.. وهكذا أبطلت الخمر، وأبطل الربا، وأبطل الميسر، وأبطلت العادات الجاهلية كلها.. أبطلت بآيات من القرآن، أو كلمات من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينما الحكومات الأرضية تجهد في شيء من هذا كله بقوانينها وتشريعاتها، ونظمها وأوضاعها، وجندها وسلطاتها، ودعايتها وإعلامها، فلا تبلغ أن تضبط الظاهر من المخالفات، بينما المجتمع يعج بالمنهيات والمنكرات"[1].
4- إن السمو بالنفس وتربية الضمير -كما جاء بذلك منهج الإسلام- "لا بد أن ينبثق من تصور الإنسان للكون والوجود، الذي يعتمد على أن لهذا الكون إلهًا، وأنه ما من إله غيره خلق الكون وأوجده، وهذا الكون يسير بانتظام مذعنًا لأمر الله ومشيئته، والإنسان جزء من هذا الكون، خلقه الله بطبيعة متميزة لعبادته والانقياد لأمره ولا معنى لحياته إلا أن تكون خالصة العبودية لله، فالغاية البعيدة من مجهودات الإنسان ومساعيه في الدنيا هي ابتغاء وجه الله تعالى ونيل رضاه، وهذا هو المقياس الذي يقاس به في الإسلام كل عمل من أعمال الإنسان ويحكم عليه بالخير أو الشر"[2].

[1] سيد قطب: "معالم في الطريق" ص22.
[2] أبو الأعلى المودودي: "نظام الحياة في الإسلام" ص14.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست