responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 176
فقد احتاج إلى قرن آخر لمحاولة تقويض الإسلام من الداخل، من مكمن العقيدة في داخل النفوس.. وهي محاولة ليست سهلة ميسورة، لقوة رسوخ العقيدة في نفوس المسلمين، ومدى مقاومتها للأحداث الرهيبة.. ولكن الاستعمار الصليبي لم ييأس، ووضع الخطط الماكرة لتوهين العقيدة في نفوس المسلمين، واستطاع أن يربي على سمومه الخبيثة هذه أجيالا لا تعرف من الإسلام إلا اسمه، وإلا أنه علاقة بين "العبد وربه" لا صلة لها بالسلوك العملي، ولا علاقة لها بشئون المجتمع وشئون الحياة، أو لا تعرف عنه إلا أنه رجعية وجمود وتأخر، ينبغي الانسلاخ منها للحاق بركب الحياة..
6- وقد انتشرت هذه الأفكار وراجت هذه المفاهيم في العالم الإسلامي على أيدي طائفة من الكتاب المثقفين والباحثين الذين أوكل إليهم الاستعمار مهمة التوجيه والتأثير، وقيادة الفكر والثقافة وأمور التربية والتعليم.. وكانت الدوائر التبشيرية والاستشراقية هي المحاضن الأساسية التي أنفق عليها المستعمرون نفقات كبيرة، ورصدوا لها أضخم الميزانيات، وزودوها بجيش من الخبراء؛ فأصبحت المؤسسات الثقافية التابعة لهذه الدوائر الاستعمارية الصليبية تضم بين جنباتها مئات الألوف من أبناء العالم الإسلامي في آسيا وإفريقيا.
ومما يدل على ذلك ويؤكده -على سبيل المثال لا الحصر:
أ- ما صرح به القائد الفرنسي الجنرال "بيير كيللر" في قوله عن المعاهد الفرنسية في لبنان: "فالتربية الوطنية كانت بكاملها تقريبًا في أيدينا، بداية حرب عامي "1914-1918م" كان أكثر من اثنين وخمسين ألف تلميذ يتلقون دروسهم في مدارسنا، وكان بين هؤلاء فتيان وفتيات ينتمون إلى عائلات إسلامية عريقة"[1].

1 "القضية العربية في نظر الغرب" ص34 نقلًا عن محمد محمد حسين في كتابه "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر" ج3 ص266.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست