responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 175
5- ولقد دعوا في سبيل تحقيق أهدافهم الخبيثة إلى تطوير الإسلام تطويرًا تامًّا، وبثوا فكرة إعادة تفسيره، بحيث يبدو متفقًا مع الحضارة الغربية وغير متعارض معها على الأقل، بدل أن يبدو عدوًا لها أو معارضًا لقيمها وأساليبها. والحضارة الغربية -في حقيقتها- قائمة على الحضارة الرومانية الوثنية "أو لا تزال في واقعها وثنية مادية لا تؤمن بغير القوة". من أجل ذلك نرى فرقًا عظيما بينها وبين الإسلام الذي بني على الروح والأخلاق والمثل العليا، تلك الأسس التي جعلت في الإسلام مناعة ذاتية جبارة، ولا ريب في أن هذه الحقيقة الثمينة قد انكشفت لغلادستون -وزير بريطانيا الأول وأحد موطدي أركان الإمبراطورية في الشرق- حين قال: "ما دام هذا القرآن موجودًا فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان"[1].
إن هذا التطوير الذي انطلقت الدعوة من دوائر المستشرقين والمبشرين في الغرب، إنما يعني في الحقيقة هدم الإسلام ونسف أصوله والقضاء عليه كقوة فاعلة في هذه الأرض تنشر الهدى وتكافح الشر.. ولقد جال هذا الاستعمار جولات خطيرة تحت شعار التطوير والتجديد والتقدم وغير ذلك من الشعارات.. إلى جانب جولاته العسكرية التي تستخدم الحديد والنار.. وكان في جولاته هذه كلها يخوض معركة محاولة اقتلاع الإسلام من الجذور.. وهي معركة أراد بها تشويه تعاليم الإسلام باسم العلم والحضارة والتقدم والتطور، ونشر هذه الصورة المشوهة في قلوب المسلمين، بالإضافة إلى إذلالهم والسيطرة عليهم واحتلال أرضهم.. وإذا كان الاستعمار قد احتاج -كما أسلفنا- إلى جهود مضنية للاستيلاء على العالم الإسلامي، استغرقت قرنًا من الزمان..

[1] الدكتور عمر فروخ في حواشي كتاب: "الإسلام على مفترق الطرق" تأليف: محمد أسد ص41.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست