responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 90
أتباع الرسل من قبل، لسلامة فطرتهم تحت القشرة الزائفة، ولإخلاصهم العميق لهذا الدين، ولشجاعتهم واستعدادهم للبذل والفداء.
وعنصر آخر لا بد من الإشارة إليه، هو استعدادهم للانتقال السريع إلى أي مكان جديد يستوطنونه فيكون وطناً لهم. لا تشدهم إلى أرضهم تلك الروابط المقعدة، التي تشد الفلاح إلى أرضه، فيحس بالغربة إذا انتقل منها بضع خطوات، وبهذه الخصلة انتشروا في الأرض كما لم ينتشر شعب من قبل، يحملون الهدى والنور لكل البشرية.
* * *
تحدثنا حتى الآن حديثاً مجملاً عن عوامل ثلاثة، أسهمت في صلابة القاعدة التي أنشأها الرسول صلى الله عليه وسلم: عظمة المبادئ التي قامت عليها القاعدة، وعظمة المربي صلى الله عليه وسلم، وسلامة الفطرة لدى الذين تلقوا المبادئ العظيمة، وتأثروا بعظمة المربي. ولم نتحدث بعد عن دور التربية التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه.
فالمبادئ قد توجد - وهي اليوم موجودة كما كانت يوم أنزلت من عند الله - ولكنها لا تعمل من ذات نفسها، ما لم يبذرها المربي في نفوس أتباعه، ويستنبتها، ويتابعها بالرعاية والعناية والتوجيه. والمربي قد يوجد ولكنه لا يعطي تأثيره الكامل، حتى يعطي الجهد اللازم لعملية التربية، فالتأثر التلقائي وحده لا يكفي لتربية النفوس، ما لم يبذل المربي جهداً إيجابياً في تعميق القيم المطلوبة، وترسيخها في النفوس.
ولقد تحدثت في كتاب آخر عن منهج التربية الإسلامية () . ولكنا نريد هنا أن نحدد دور التربية في إنشاء القاعدة، لأنه الموضوع الذي يواجهنا اليوم في حركتنا المعاصرة، ونفتقده افتقاداً حاداً في كثير من المواضع.
قلنا فيما سبق إن الإيمان بلا إله إلا الله له تأثيره العميق في النفس البشرية، لأنه يعيد ترتيب الذرات في داخل النفس، كما يفعل التيار الكهربي في قطعة الحديد. نعم، ولكن النفس الحية - برغباتها وهواتفها وأشواقها وانفعالاتها وجواذبها- لا

نام کتاب : كيف ندعو الناس نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست