للارتداد عن الدين، والدخول في عداد المشركين) [1].
ويرد العاملي على الوهابيين في منعهم من الاستغاثة بالمصطفى بعد وفاته وسائر الأنبياء، فيقول:
(فإن كان منعه لأنه خطاب غير قادر على سماع الكلام فالنبي محمد وسائر الأنبياء أحياء بعد الموت) [2].
ويجوز العاملي دعاء الأنبياء مادام أن الداعي لا يعتقد استقلالاهم بقضاء الحاجات، فيقول:
(فدعاء الأنبياء والصالحين ليس دعاءهم بالذات بأن يحسبوا كافين في قضاء الحاجة، وإنجاح المأمور..
وأما الذين يحسبهم كفاة مستقلين في دفع مكروه أو جلب نفع واستغنى بذلك عن دعوة الله فنحن أيضا نحكم بكفره وشركه) [3].
ويسوق سوقية دليلا على حياة الموتى فيقول:
(فالحياة ثابتة قطعا لا يشك فيها مؤمن.. خلافا لهذه الفرقة المغرورة الشاذة، بل إن علماء أوربا يقولون بخلود الأرواح وقد توصلت لاستحضارها ومخاطبتها بالنوم ... مما يدل دلالة قاطعة على الحياة بعد الموت) [4].
ويزعم محمد بن أحمد نور- فيما نقله عنه الشيخ صالح بن أحمد- أن تفسير قوله تعالى- في شأن الشهداء- {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} [5] هو: (أن الشهداء أحياء، ولكن لا تشعرون ما هم فيه من الحال من تنعيم وفرح وسرور واستبشار) [6]. [1] كشف الارتياب"، ص 269. [2] كشف الارتياب، ص 278 وقد جعل العاملى في كتابه المذكور ثلاثة فصول، الأول في حياة النبي بعد موته، والثاني في حياة سائر الأنبياء والشهداء، والثالث في حياة سائر الناس (انظر: "كشف الارتياب"، ص 109- 114) . وكان العاملي بتلك الفصول يقلد أسلافه من أمثال جعفر النجفي الذي اتخذ تلك الفصول (انظر: كتابه "منهح الرشاد"، ص 51- 55) ، وقد ادعى جعفر النجفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره يسمع الكلام، ويرد الجواب كما في حياته، غير أن الله حبس سمع الناس إلا قليلا من الخواص. [3] كشف الارتياب، ص 45 - 47 باختصار.
4 "تبيين الحق والصواب" ص 18. [5] سورة البقرة آية: 154. [6] نقلا عن: "تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور"، ص 74.