وبهذا يظهر ما تضمنه اعتراض الخصوم في هذا الفصل إجمالا، وسنذكره الآن بشيء من التفصيل مدعما بأقوال الخصوم من خلال كتبهم: يقول القباني معترضا:
(وأما ما ادعاه بأن الاستغاثة هي عبادة لغير الله تعالى، وأنها شرك أكبر من شرك الكفار، فلم يقم على ذلك الدليل والبرهان..) [1]. ويجوز القباني الاستغاثة بغير الله فيقول:
(جواز التوسل والتشفع والاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبغيره من الأنبياء والأولياء) [2].
ويدعي القباني أن منع الاستغاثة بالأموات قول محدث فيقول:
(قد قلدت ابن تيمية في عدم جواز التشفع والاستغاثة بمخلوق ميت أو غائب) [3].
ويؤكد الحداد جواز الاستغاثة بالأنبياء، والمرسلين وبالعلماء الصالحين بعد موتهم ... ويعلل ذلك بقوله:
(لأن معجزات الأنبياء، وكرامات الأولياء لا تنقطع بموتهم، أما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يأكلون، ويشربون، ويصلون، ويحجون بل وينكحون كما وردت بذلك الأخبار.
والشهداء أيضا أحياء عند ربهم شوهدوا نهارا، وجهارا يقاتلون الكفار في العالم المحسوس في الحياة وبعد الممات) [4]. ويدعي الحداد أن إنكار الاستغاثة بالأموات من هفوات الشيخ الإمام، فيقول:
(ومن هفوات النجدي إنكار التوسل والاستغاثة والمناداة بأسمائهم أي الأموات..) [5].
ثم يقول محتجا: (.. كيف ساغ له أن ينكر على الأكابر، بل يسميهم مشركين
1 "فصل الخطاب"، ق60.
2 "فصل الخطاب"، ق19، انظر ق27.
3 "فصل الخطاب"، ق53.
4 "مصباح الآنام"،ص26.
5 "مصباح الآنام"، ص54.