(ولا بدع فبلاد العراق معدن كل محنة وبلية، ولم يزل أهل الإسلام منها في رزية بعد رزية، فأهل حروراء وما جرى منهم على الإسلام لا يخفى، وفتنة الجهمية الذين أخرجهم كثير من السلف من الإسلام إنما خرجت ونبغت بالعراق، والمعتزلة وما قالوه للحسن البصري وتواتر النقل به ... إنما نبغوا وظهروا بالبصرة، ثم الرافضة والشيعة وما حصل فيهم من الغلو في أهل البيت، والقول الشنيع في الإمام علي، وسائر الأئمة ومسبة أكابر الصحابة..، كل هذا معروف مستفيض) [1].
ويعلن الشيخ ابن سحمان براءتهم من الخوارج، فينشد هذه الأبيات:
ونبرأ من دين الخوارج إذ غلوا ... بتكفيرهم بالذنب كل موحد
وظنوه دينا من سفاهة رأيهم ... وتشديدهم في الدين أي تشدد
ومن كل دين خالف الحق والهدى ... وليس على نهج النبي محمد2
ويرد ابن سحمان إفك الحداد حين وصف أهل نجد بأنهم من ذرية مسيلمة الكذاب، ويؤكد أن العراق موطن الفتن؛ لأنها مشرق المدينة وليست اليمامة، يقول ابن سحمان:
(.. وآباء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلافهم كانوا على جاهلية، وشرك، وعبادة للأصنام والأحجار وغيرها. ولا يتوجه عيب أحد منهم بأسلافه وقد يخرج الله من أصلاب المشركين، والكفار من هو من خواص أوليائه وأصفيائه ... ) [3].
ويقول: (قد كان بلد الشيخ اليمامة، ولم تكن اليمامة مشرق المدينة، بل مشرق المدينة العراق ونواحيه، فاليمامة ليست مشرق المدينة، ولا هي وسط المشرق بين المدينة والعراق، بل اليمامة شرق مكة المشرفة..) [4]. ويبين عبد الكريم بن فخر الدين الهندي تحريف دحلان، ويرد عليه، ثم ينكر جوابا على دعوى التحليق، فيقول- حين ذكر دحلان أن نجد جزيرة العرب هي قرن الشيطان-:
انظر كيف صنيعه وتحريفه كلام الرسول وتضييعه، مع أن شراح الحديث يذكرون في ذيله قتل عثمان رضي الله عنه وواقعة الجمل وصفين، وظهور الخوارج
1 "غاية الأماني في الرد على النبهاني" 2/148 باختصار. وانظر: "فتح المنان تتمة منهاج التأسيس" ص527.
2 "الهدية السنية" ص116.
3 "الأسنة الحداد في الرد على علوي الحداد" ص87.
4 "الأسنة الحداد في الرد على علوي الحداد" ص97.