ونحو ذلك، ولم يعينوا مورده كما عين، مع أن حدوث الشيخ محمد بن عبد الوهاب خارج عن الموارد المذكورة فيما هنالك) [1].
ويقول عبد الكريم أيضا:
(وأما ما ورد في الخوارج سيماهم التحليق، فلا ينطبق على ما ادعاه فإن ترك الشعر واللمة سنة عند محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، فإن كان صحيحا يحمل أمره ذلك، فيمن كان جديد الإسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألق عنك شعر الكفر " [2][3]) [4].
ويبين ناصر الدين الحجازى في "النفخة" المراد بالشرق وحده- أثناء رده على إفك الاسكندراني- فيقول: (إن الشرق اسم عام نهايته مطلع الشمس، وقد ظهر منه فتن كثيرة كفتنة جنكيزخان، وهولاكو ومن بعده من التتار، واستطال الأمر، وقتلت الألوف المؤلفة من المسلمين، فما الذي حملت على أن تخصه بأولئك المساكين الذين يضربون في الأرض، ليحصلوا قوتهم من حلال ... ) [5].
ويجيب الحجازي عن فرية التحليق فيقول- رحمه الله-: (وأما ما ذكرته عن التحليق فذاك "كلام خرافة يا أم عمرو") [6].
وألف الشيخ حكيم محمد أشرف سندهو -رحمه الله- رسالة مستقلة بعنوان "أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان"[7] جمع فيها روايات هذا الحديث، وذكر أقوال شراح الحديث في بيان معناه، وكذا أقوال علماء اللغة، والجغرافيين، وأثبت على ضوئها أن المراد بنجد قرن الشيطان هي العراق، ونوجز بعض ما أورده وهو يقول- بعد أن ساق مرويات هذا الحديث-:
(مقصود الأحاديث أن البلاد الواقعة في جهة المشرق من المدينة المنورة، هي مبدأ الفتنة والفساد، ومركز الكفر والإلحاد، ومصدر الابتداع والضرر، فانظروا في خريطة العرب بنظر الإمعان، يظهر لكم أن الأرض الواقعة في شرق المدينة إنما
1 "الحق المبين في الرد على اللهابية المبتدعين" ص44. [2] سنن أبي داود: كتاب الطهارة (356) , ومسند أحمد (3/415) . [3] رواه أبو داود، وضعفه عبد القادر الأرناؤوط، وقد تقدم.
4 "الحق المبين" ص45.
5 " النفخة على النفحة" ص29.
6 " النفخة على النفحة"، ص32. [7] حقق هذه الرسالة عبد القادر السندي، ط1، حديث أكاديمي باكستان، 1402هـ.