من أفاضل الصحابة، وأبوه فرعون هذه الأمة) [1].
وقد تتبع الشيخ السهسواني في "صيانة الإنسان" الروايات في شأن نجد قرن الشيطان، وساق أقوال العلماء في ذلك، ومرادهم بنجد هاهنا[2] ثم قال:
(ولا يخفى عليك أن لفظا من ألفاظ هذا الحديث، لا يقتضي أن كل من يولد في المشرق يكون مصداقا لهذا الحديث..
ومجرد وقوع الفتنة لا يستلزم ذم كل من يسكنه، بدليل ما رواه الشيخان عن أسامة بن زيد قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة، فقال: هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا قال: فإني لأرى الفتن تقع من خلال بيتكم كوقع المطر) [3]. وذكر المؤلف أحاديث أخرى، ثم قال:
(وهذه الأحاديث وغيرها مما ورد في هذا الباب دالة على وقوع الفتن في المدينة النبوية، فلو كان وقوع الفتن في موضع مستلزما لذم ساكنيه لزم ذم سكان المدينة كلهم أجمعين، وهذا لا يقول به أحد، على أن مكة والمدينة كانتا في زمن موضع الشرك والكفر، وأي فتنة أكبر منهما، بل وما من بلد أو قرية إلا وقد كانت في زمن أو ستصير في زمان موضع الفتنة، فكيف يجتريء مؤمن على ذم جميع مسلمي الدنيا؟ وإنما مناط ذم شخص معين كونه مصدرا للفتن من الكفر والشرك والبدع) [4].
كما ساق السهسواني الروايات التي تثبت أن العراق هو المراد في أحاديث الفتن في نجد، وأنه المشرق بالنسبة للمدينة المنورة[5]. ويقول السهسواني عن دعوى التحليق: (وهذا كذب صريح وبهتان قبيح) [6].
ويقول علامة العراق محمود شكري الآلوسي عن بلده العراق- والتي هي في الحقيقية نجد قرن الشيطان-:
1 "مصباح الظلام" ص 295. [2] انظر: "صيانة الإنسان" ص496-499.
3 "صيانة الإنسان" ص499.
4 "صيانة الإنسان" ص500.
5 "صيانة الإنسان" ص514.
6 "صيانة الإنسان" ص529 وانظر: في المرجع السابق ما ذكره المؤلف من ثناء المصطفى صلى الله عليه وسلم على أهل نجد وبني تميم ص521-523.