ومعلوم أن رؤساء عباد القبور الداعين إلى دعائهم وعبادتها لهم حظ وافر مما يأتي به الدجال، وقد تصدى رجال من تميم، وأهل نجد للرد على دجاجلة عباد القبور الدعاة إلى تعظيمها مع الله، وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم إن قلنا إن "ال" في الدجال للجنس لا للعهد، وإن قلنا إنها للعهد كما هو الظاهر، فالرد على جنس الدجال توطئة وتمهيد لجهاده، ورد باطله فتأمله فإنه نفيس جدا) [1].
ويجيب الشيخ عبد اللطيف على من عاب الشيخ الإمام بدار مسيلمة، فيقول:
(ولا يعيب شيخنا بدار مسيلمة إلا من عاب أئمة الهدى ومصابيح الدجى بما سبق في بلادهم من الشرك والكفر المبين، وطرد هذا القول جرأة على النبيين وأكابر المؤمنين، وهذا المعترض[2] كعنز السوء يبحث عن حتفه بظلفه ولا يدري.
وقد قال بعض الأزهريين:[3] مسيلمة الكذاب من خير نجدكم. فقلت وفرعون اللعين رأس مصركم، فبهت، وأين كفر فرعون من كفر مسيلمة لو كانوا يعلمون) [4].
ويرد الشيخ عبد اللطيف على ابن منصور حين طعن في نجد اليمامة؛ لأنها - على حد زعمه- بلد نجدة الحروري والقرمطي، فيقول رحمه الله:
(ثم كون نجدة الحروري والقرمطي من هذه البلاد، كلام كذب وزور على عادته، فإن نجدة ابتلي ببدعته ومروقه بالعراق، وبها استقر وهي وطنه، وأيضا فقد ثبت أنه تاب لما ناظره ابن عباس. والقرمطي بلاده القطيف والخط، وليس من حدود اليمامة، بل ولا من حدود نجد. ثم لو فرض أنه من نجد، ومن اليمامة ومن بلدة الشيخ أي ضرر في ذلك؟
وهل عاب الله ورسوله أحدا من المسلمين أو غيرهم ببلده ووطنه، وكونه فارسيا أو زنجيا أو مصريا من بلاد فرعون، ومحل كفره وسلطته؟ وعكرمة بن أبي جهل
1 "منهاج التأسيس والتقديس في الرد على ابن جرجيس" ص61. انظر: توضيح الشيخ عبد اللطيف حال الخوارج ثم حال عباد القبور -وكثير منهم خصوم للدعوة السلفية- وبيان حال الشيخ الإمام.. ثم قال: (ليعلم الواقف على ما تقرره حقيقة المذاهب وحاصل العقائد فيما وقعت فيه الخصومة) : "تاريخ نجد" للآلوسي ص79-87. [2] أي عثمان بن منصور. [3] من المعلوم أن الشيخ عبد اللطيف تلقى بعض العلوم من علماء مصر أثناء مغادرته مع أبيه للدرعية بعد سقوطها منفيا إلى مصر.
4 "مصباح الظلام" ص237.