responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأملات نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 162
ب- أما دليلنا الثاني على ضعف المقياس الإقتصادي فهو منطقي. فإنه لو كان المقياس صحيحا فإنه لا يجوز لي حينما أتساءل عن سبب السعادة، أن أقول إنه تحقق دخل سنوي فوق المئتين من الدولارات، لأن هذا السبب وراءه أسباب أخرى. وعلي دائما أن أبحث عن السبب الأول وليس عن سبب ثان أو ثالث أو رابع. وإن لم أفعل ذلك فسوف أقع في الخطأ حتما، لأن تحقيق السبب الخامس حينئذ يقتضي تحقيق السبب الرابع، والرابع شأنه في ذلك شأن الخامس. فالسبب الأول هو غايتي في البحث لأنه هو الذي يحقق لي الأسباب الأخرى آلياً.
فحينما أضع العدد الذي أشرت إليه من نقط الاستفهام، فأين أجد الجواب عليها؟ إنني أجده في رجوعي إلى الخريطة التي سميتها السعادة. فقد سميت خريطة السعادة الرقعة الجغرافية التي يتوزع فيها الدخل السنوي فوق مئتي دولار للفرد الواحد. ولكن حينما أنسلخ عن منطق الإقتصاد وأتكلم بمنطق التاريخ ثم الاجتماع، وأتساءل ما هي هذه الرقعة التي تمتد من سان فرنسيسكو إلى طوكيو؟ فإن الجواب على هذا السؤال سوف يعطيني الجواب على جميع المسببات الثانية التي أتت بمتوسط الدخل السنوي للفرد وخلافه.
هنا أصبح أمام مشكلة تاريخية واجتماعية. فلو أني رجعت إلى الوراء خمسين
سنة أو مئة سنة وطبقت هذا المنطق، منطق الاجتماع. ومنطق الاجتماع ليس منطق الاستقرار، ليس منطق دراسات الحالات الساكنة بل المتحركة والمتطورة. فلو أني أخذت خريطة سنة 1848 واستخرجت متوسط الدخل فيها، ثم خريطة سنة 1900واستخرجت متوسط دخلها أيضاً. وفعلت مثل ذلك سنة 1950، والخريطة فيها شيء جوهري، فقط نسبة الأشياء كمّاً ومساحةً. فخريطة سنة 1848 التي تشير إلى عهد بداية التصنيع في العالم، متوسط الدخل السنوي المرتفع فيها مكانه في الرقعات المصنعة. أي في ألمانيا

نام کتاب : تأملات نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست