responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأملات نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 161
مخدرة بالسكر وغنت أقبح الصوت ومدت يدها للجالسين وبقيت أنظر. فرأيتها أخذت من سخاء الجالسين ومن طيبة الفرنسيين ما كان يزود أخي الذي كانت تتمثل فيه الفضيلة، وأهله أسبوعا.
هذه القصة توضح لنا ناحيتين:
1 - فالإنسان لا تسعفه خصائصه، وإمكانياته الشخصية في تحقيق سعادته. وليس
يعني هذا أنني أغض من قيمة هذه الخصائص، ولكني أرى أن القيم الأخلاقية هنا أصبحت عاجزة أمام ظاهرة أخرى. فإن هذا الرجل الذي تتوافر فيه الصحة والفضيلة والكرم والعلم والنشاط لا يملك قوت يوم. والمرأة التي تصورت فيها الرذيلة يأتيها عيشها رغدا. فإن هذا السر عميق يدعونا إلى كثير من التأمل إذ هنا بيت القصيد. فقضية تحصيل السعادة ليست بلا قيد ولا شرط، بل هناك أمور أخرى. فقد سبق أن قلت إن ارتباط الفرد بالمجتمع هو الذي يحقق السعادة. والآن أرى هذه الواقعة تؤيد صحة هذا المقياس.
2 - غير أن هناك جانبا آخر تدل عليه هذه القصة. فلو كان المقياس الإقتصادي الذي سبق أن أوضحته لكم أعني مقياس متوسط الدخل صحيحا، فمن الطبيعي أن يحقق أوتوماتيكيا وبلا قيد وشرط، شروط الحياة لذلك الرجل الفاضل أيضا، لأنه يعيش في بيئة متوسط دخلها 600 دولار. فلماذا هو قد حرم وتوافرت سبل المعيشة لهذه المرأة؟
فالملاحظة إذن تدعونا أن نقرر هذين المبدأين: القياس الإقتصادي ليس صحيحا بدون استثناء وإنما بشروط.
الفرد لا يحصل على قوته بمجرد نشاطه فهناك شروط أيضا وإنه لمفيد لنا أن
نتخذ من هذه الملاحظات دليلاً يوصلنا إلى سعادة الفرد حينما نتكلم على مجتمع أفضل.

نام کتاب : تأملات نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست