خطبة الجمعة: بين محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه 1
لفضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد الشرباصي
إعداد الشيخ/ علي حامد عبد الرحيم
حينما ندرس شخصية محمد -صلوات الله عليه- من جوانبها المختلفة، نعلم أن المثل الأعلى الذي يتجلى لكل طامح إلى المفاخر، أو طامع في معالي الأمور، وما نريد حين نجلي ملامح هذه العظمة المحمدية أن نضيف إلى صاحبها شرفًا جديدًا، فليس بعد تكريم الله تكريم، ولكنها أنفسنا نحن التي نبحث لها عن الخير، ونطلب لها المزيد من التربية والتهذيب، وليس كالقدوة الحسنة في الإغراء على التشبه والمضاء.. وما نريد أن نغلو في شأن رسولنا كما غلا سوانا، فإننا لنعلم أولا أن الله أعلى وأكبر، وأن محمدًا بَشَر، قيل له من قبل:
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون} [الزمر: 30] .
وقيل عنه:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] .
ولو أن هذه العظمة اقتصرت على شخص صاحبها، فلم يستفض نورها هنا وهناك، ولم تلق ظلالها الطيبة على هذا وذلك، لما شغلت التاريخ
1 مجلة الأزهر، جـ3، مايو 2005م.