يقوي على المحن، ويشتد رغم طغيان الزمن، ولولا شهداء سقطوا في سبيل الله، ودماء زكية طاهرة سالت دفاعا عن كلمة الله، وغزوات ابتلى فيها صبر المسلمين أشد الابتداء، وأعداء من المشركين واليهود والنصارى والمنافقين والمخادعين، يتربصون بالمسلمين الدوائر، لولا هذه الظروف كلها لما ظهر نور الإسلام ساطعا وأضاء من خلال الظلمات:
{فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [1].
{وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [2].
واستعذبوا في سبيله العناء والبلاء، فإن الله لا يضع أجر العاملين:
{وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ} [3].
{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [4].
كان عليه الصلاة والسلام يدعو فيقول: "اللهم لك أسلمت، وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم أعوذ بعزتك. لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون" [5]. [1] التوبة: 111. [2] الحج: 78. [3] المائدة: 88. [4] النحل: 128. [5] البخاري 8/ 86، 9/ 143، 162.