responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 94
بالنثر، إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أدناه لمغدق[1].
هذه هي بعض وجوه الإعجاز، وهناك غيرها كثير مما يحتاج إلى أبحاث خاصة يضيق بها المقام هنا.
أثر الرسل في تربية الأفراد والمجتمعات:
إن الغاية المثلى من إرسال الرسل والأنبياء دعوة الناس إلى إفراد الله بالعبادة، وإخراجهم من ظلمات الاختلاف والتخاصم في العقيدة، وفي النظم المعاشية إلى هدى الله وشريعته ومنهجه المتسم بسمات الكمال والاستقلال والخلود، وإن هذا الهدف العظيم وتلك الغاية السامية لا تتحقق ما لم يكن هناك رجال يطبقون الرسالة والمبدأ على واقع الحياة، وفي كل الظروف وفي مختلف الأحوال، وإذا لم يرافق الرسالة رسول، بقي المبدأ بعيدا عن الواقع، غير مطبق في الحياة، وبقيت الرسالة مجرد نظرية علم ومعرفة فقط.. ومن هنا برزت ضرورة شديدة وظهرت حاجة ماسة إلى وجود الأنبياء والرسل، وهم خير من ينفذون أوامر الله تعالى، وهم خير من يقومون بشرع الله، وهم المصطفون الأخيار البررة الأتقياء.
وقد كان رسل الله -على اختلاف أزمانهم- قدوة ممتازة استطاعت أن تجعل من مكارم الأخلاق وصالح الأعمال وفضائل النفوس حقائق واقعية متحركة.
وقد كان المصطفى المختار محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام يؤم الناس في الصلاة ويقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي" ويحج مع الحجيج ويقول: "خذوا عني مناسككم" وكان -صلى الله عليه وسلم- يفعل ما يؤمر به، وينتهي عما يُنهى عنه، وحرم الربا وقال: "أول ربا أضعه ربا العباس"، وكان -صلى الله عليه وسلم- يعقد الألوية للجهاد ويخرج مع المجاهدين، وكان يقابل الوفود ويدعوهم للإسلام ويرسل الكتب إلى رؤساء الدول والشعوب، وكان -صلى الله عليه وسلم- زوجا يحسن معاملة أزواجه يقول: "من رغب عن سنتي فليس مني" وكان يعطف على الصغار ويقبلهم ويقول: "من لا يرحم لا يُرحم" وكان -صلى الله عليه وسلم- سياسيًّا فَطِنًا حَذِقًَا، يوقع المعاهدات

[1] سيرة ابن هشام: ج1 ص289، 313، 314، وانظر السيرة النبوية لابن كثير: ج1 ص498.
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست