responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 95
إذا لزم الأمر، ويؤمن الناس إذا اقتضت المصلحة.. وحينما هاجر -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة أسس مجتمعًا مثاليًّا راقيا يفوق كل المجتمعات الإنسانية علما وثقافة، وخلقا وأدبا، وقوة وتقى، وصدقا ومحبة، وإخاء وعدلا، ووفاء ومراعاة للعهود والآمانات والمواثيق.
وعلى هذا فالأنبياء ليسوا فلاسفة يحلمون في مدن فاضلة، ويضعون خططا لرؤى خيالية ومجتمعات عاجية، كلا وإنما هم رجال اختارهم الله لحمل الأمانة ودعوة الناس، وقيادة الأمة وإصلاح أوضاع البشرية، وليست الرسالة مجرد أفكار هائمة أو مبادئ تتردد في رءوس الكبار والعظماء، وإنما هي نظام كامل شامل لبناء الفرد السوي، الفرد الواعي العاقل المتفاعل مع الحياة، الإيجابي الذي يغير من السوء إلى الحسن ومن الشر إلى الخير ومن الرذيلة إلى الفضيلة وهي نظام شامل متكامل لبناء الجماعة المؤمنة التي رضيت الله ربًّا، والقرآن دستورا، والإسلام دينا، وقد كان الرسل يدعون للإيمان بأركان الإيمان وهم أشد الناس إيمانا وتصديقا.
قال الله تعالى: {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَّبِهِ} [1].
وقال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [2].
وقال: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [3].
ختم النبوة والرسالة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم:
إن مهمة الرسل مهمة سامية ونبيلة فهم الذين يبلغون أمر الله إلى الناس، ويخبرون عن المغيبات اليقينية التي لا بد من الإيمان بها والتسليم لها بما أعلمهم الله وبما أطلعهم على الغيب وبما اصطفاهم بوحي ومعرفة. قال جل من قائل:

[1] البقرة: 284.
[2] الصف: 6.
[3] البقرة: 132.
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست