responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 93
قوة خارقة نافذة يحسها كل من له ذوق وبصر وإدراك للكلام واستعداد لإدراك ما يوجه إليه ويوحى به.
8- تأثيره في النفوس:
ومن وجوه إعجاز القرآن الكريم تأثيره في النفوس، المؤمنة منها والكافرة، فكل من يصغي لتلاوة الآيات بتدبر وفكر يزداد إيمانه بهذا الكتاب العظيم المعجز البليغ، ويحس بالقشعريرة تسري في عروقه، وبالخشية تملك إحساسه ووجدانه.. وقد أثر هذا القرآن العظيم في نفوس كثيرة فنقلها بأسرع من لمح البصر من الفظاظة والخشونة، والجفوة والقسوة إلى اللين والخوف، والمحبة والرقة، وما آمن عمر بن الخطاب حتى سمع آيات من كتاب الله فأشرقت روحه إيمانا، وامتلأ قلبه طمأنينة.
استمع الجن إلى القرآن الكريم فآمنوا بوحدانية الله تعالى وقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا، وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا} [1].
وليس هذا التأثير قاصرا على المؤمنين بل يحسه الكافرون، ولكن الضلال يطمس على بصيرتهم وأفئدتهم، فلا يرون الحق حقًّا، وهذا ما حدث للوليد ابن المغيرة حينما قرأ عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آيات من سورة فصلت: {حَم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ، وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ، قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ، الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} إلى آخر الآيات ...
فاضطرب الوليد اضطرابا شديدا وناشد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكف عن القراءة ثم ذهب إلى قومه، وقال: سمعت كلاما والله ما سمعت مثله، ليس هو بالشعر ولا

[1] سورة الجن: 1-3.
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست