responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 108
وها هو جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- يقول "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن، يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري. أو قال: عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رَضِّني به. قال ويسمي حاجته" [1].
فالمؤمن يتجه إلى الله تعالى يستخيره قبل الإقدام على العمل، ثم يرضى بما قدره الله له من رزق ونعم وعطاء، حتى المصيبة تصيبه والضرر يحل به فيصبر ويحتسب إيمانًا بأن الله لا يفعل شيئًا عبثًا ولا يقضي أمرًا إلا ولما فيه صلاح شأن العبد كان ذلك إيذانًا برضاه ودليلًا على اطمئنانه إلى قدر الله وقضائه إذ إنه سبحانه أرحم بعباده من الوالدة بولدها.
والإيمان يولد في النفس المؤمنة الحب الكبير الذي يمنح الأمن الروحي، والسعادة الداخلية، ويشعر الآخرين بالاطمئنان والكرامة الإنسانية: فالمؤمن يحب الله ورسوله أكثر من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه، ويحب الناس من أجل الله تعالى, فيعطف على صغيرهم، ويرعى يتيمهم، ويعطي محرومهم، ويصل ذوي القرابة والرحم وقد قيل: "إن الحب يحول المر حلوًا، والتراب تِبرًا، والكدر صفاء، والألم شفاء، والسجن روضة، والسقم نعمة، والقهر رحمة "[2].
فالمؤمن بسبب إيمانه يشعر بفضل الله عليه وإنعامه عليه فهو واهب الحياة وهو مصدر الخلق والأمر والإيجاد، فالمؤمن يتجه إلى الله بقلبه ومشاعره وأحاسيسه، فيحبه ويخشاه في آن واحد، الحب الذي يدفعه إلى طاعته وامتثال

[1] رواه البخاري انظر رياض الصالحين: 3/ 169.
[2] عن كتاب رجال الفكر والدعوة في الإسلام للأستاذ أبي الحسن الندوي: ص288/ 289.
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست