responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 107
والجود والكرم والمن والعطاء ... كل هذا يورث في نفس المؤمن الأمل بما عند الله. فالله قدير رحيم يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، فلم ييأس المؤمن ولم يقنط؟ وهو يعلم أن الله يقبل من العمل ما قل ويجزي الجزاء الكثير. ويغفر الذنوب وإن بلغت عنان السماء، ويعفو عن السيئات، ويقبل التوبة سبحانه وتعالى، وهو الذي يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وأنه أشد فرحًا بتوبة عبده من الإنسان الذي ضيع راحلته وزاده في فلاة حتى إذا ما أعياه البحث وكادت زهرة الأمل تجف في نفسه وجد الراحلة والزاد..
والمؤمن يأمل بقرب الفرج وزوال العسر، ودنو اليسر ذلك لأنه يردد دائمًا قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [1], وهل يغلب عسر واحد يسرين؟
كما أنه يثق بعون الله وبوعده للمؤمنين الصابرين المجاهدين بالنصر المبين، قال تعالى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [2], وقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [3].
الإيمان يولد الرضا والحب:
الرضا عن الله وعن الذات والاطمئنان إلى اليوم والحاضر ثمرة من ثمرات الإيمان، وسر من أسرار السعادة، قال الله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [4], ويتجلى الرضا عند الله تعالى بمظاهر جليلة أهمها أن يتجه المؤمن إلى الله سبحانه ويستخيره في شأنه، قبل أن يبادر إلى أي عمل يعمله مهما كان هذا العمل عظيمًا أو بسيطًا. وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلِّم الصحابة الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن.

[1] سورة الانشراح: 5-6.
[2] سورة الصافات: 173.
[3] سورة النور: 55.
[4] سورة البينة: 8.
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست