نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 10 صفحه : 155
ومن ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: "إن هذا الدين بدأ نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكا عضوضا، ثم يكون سلطانا وجبرية".
وقوله: ملكا عضوضا أي يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنهم يعضون فيه عضا.
وفي حديث سفينة عند أبي داود والترمذي قال: قال رسول الله عليه الصلاة
كان يوم اليمامة كان في بعضنا بعض الانكشاف، فأقبل وقد تكفن وتحنط، فقاتل حتى قتل، ومر مزيد لذلك في المقصد الثاني.
"ومن ذلك قوله لعبد الله بن الزبير" لما احتجم وأعطاه الدم، وقال: "اذهب فواره حيث لا يراه أحد"، قال: فذهبت، فشربته ثم أتيته، فقال: "ما صنعت بالدم"؟. "قلت: غيبته"، قال: "لعلك شربت"، قلت: شربته، قال: "ويل" للتحسر والتألم "لك من الناس" إشارة إلى محاصرته وتعذيبه وقتله وصلبه، "وويل للناس منك" لما أصابهم من حربه ومحاصرة مكة بسببه، وقتل من قتل، وما أصاب أمه وأهله من المصائب، وما لحق قاتليه من الإثم العظيم وتخريب الكعبة، فهو بيان لما تسبب عن شرب دمه، لأنه بضعة من النبوة، نورانية قوت قلبه حتى زادت شجاعته وعلت همته عن الانقياد لغيره ممن لا يستحق إمارة فضلا عن الخلافة، "فكان من أمره مع الحجاج" الثقفي لما بعثه عبد الملك بن مروان لقتاله بجيش عظيم "ما كان" من حصاره ورميه الكعبة بالمنجنيق، ثم قتله وصلبه أياما إلى غير ذلك، وجاء أنه لما شرب دمه صلى الله عليه وسلم تضوع فمه مسكا، وبقيت رائحته موجودة في فمه إلى أن صلب بعد قتله سنة ثلاث وسبعين، وكانت خلافته تسع سنين، قال الإمام مالك: وكان أحق بها من عبد الملك وأبيه مروان.
"ومن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا الدين" أي الإسلام "بدأ" بهمزة آخره، أي ابتدأ أول أمر، وبألف مقصورة أي ظهر من العدم إلى الخارج، قيل: والأول أظهر هنا "نبوة ورحمة" بالنصب حال أو تمييز، أو بنزع الخافض، أي بدأ نبوته صلى الله عليه وسلم ورحمته للعالمين بإنقاذهم من الضلال والكفر.
وأمر الجاهلية في الحياة النبوية، "ثم" بعده "يكون خلافة ورحمة" زمن الخلفاء الراشدين، وفي الشفاء: ثم يكون رحمة وخلافة بتقديم الرحمة لكونها قبلهم، واستمرت زمنهم وأخرها أولا، لأنها نشأت من النبوة، "ثم يكون" الدين بعد الخلافة "ملكا"، "بتثليث الميم"، "عضوضا"، "بفتح العين المهملة ومعجمتين"، "ثم يكون"، "بتحتية" الدين "سلطانا".
وفي رواية: عتوا "بضم المهملة والفوقية"، أي خروجا عن طاعة الله تعالى "وجبرية"
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 10 صفحه : 155