نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 10 صفحه : 28
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا منزلا، فأقبلت امرأة بابن لها، فقالت: يا نبي الله ما كان في الحي غلام أحب إلي من ابني هذا، فأصابته الموتة، فأنا أتمنى موته، فادع الله له، فأدنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام منه، ثم قال: «باسم الله، أنا رسول الله، اخرج عدو الله» ، ثلاثا، ثم قال: «اذهبي بابنك لن تري بأسا إن شاء الله» ، ثم رجعنا، فجاءت أم الغلام، فقالت: والذي بعثك بالحق ما زال من أعقل غلمان الحي.
وروى أحمد بن منيع عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابني هذا به جنون، وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيفسد علينا قال: فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثغ ثغة فخرج من فيه. وفي لفظ: من منخره مثل الجرو الأسود فشفي.
وروى الإمام أحمد وابن أبي شيبة وأبو نعيم عن أم جندب قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف من جمرة العقبة جاءته امرأة ومعها ابن لها به مس قالت: يا نبي الله، هذا به بلاء لا يتكلم، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت بتور من حجارة فيه ماء فأخذه فمج فيه، ودعا فيه وأعاده فيه ثم أمرها، فقال: «اسقيه واغسليه فيه» قال: فتبعتها، فقلت: صبي لي من هذا الماء، قالت: خذي منه، فأخذت منه جفنة فسقيته ابني عبد الله فعاش فكان من بره ما شاء الله أن يكون، ولقيت المرأة فزعمت أن ابنها برئ وعقل عقلا ليس كعقول الناس [ (1) ] .
وروى إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فإذا نحن بامرأة قد عرضت لرسول الله صلى الله عليه وسلم معها صبي تحمله، فقالت: يا رسول الله، إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرات لا يدعه فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناوله فجعله بينه وبين مقدمة الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اخسأ عدو الله أنا رسول الله» ثلاثا ثم ناولها إياه فلما رجعنا عرضت لنا المرأة كبشان تقودهما، والصبي تحمله فقالت: يا رسول الله، اقبل مني هذين، فو الذي بعثك بالحق، ما عاد إليه بعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا أحدهما» [ (2) ] .
وروى الإمام أحمد وابن سعد والحاكم وصححه عن يعلى بن مرة قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فرأيت منه شيئا عجبا فذكر الحديث، وفيه: فأتته امرأة فقالت: يا نبي الله إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه في كل يوم مرتين فقال: «أدنيه» ، فتفل في فيه وقال: «اخرج عدو الله، أنا رسول الله» ، ثم قال لها: «إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع» فلما
[ (1) ] البيهقي في الدلائل 5/ 444.
[ (2) ] أخرجه الدارمي 1/ 10 وابن عبد البر في التمهيد 1/ 223.
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 10 صفحه : 28