نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 10 صفحه : 27
يميته، قال: «أدعو الله تعالى أن يشفيه ويشب ويكون رجلا صالحا فيقاتل في سبيل الله، فيقتل فيدخل الجنة» ، فدعا الله تعالى فشفاه الله تعالى، وشب وكان رجلا صالحا فقاتل في سبيل الله فقتل [ (1) ] .
وروى البزار بسند حسن عن الوازع أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه:
فقال الوازع: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي جئت بابن أخ لي مصابا لتدعو الله تعالى له وهو في الركاب قال: «فائت به» ، فأتيته فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينظر نظر المجنون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعل ظهره من قبلي» ، فأقمته فجعلت ظهره من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه من قبلي، فأخذه ثم جره بجامع ثيابه، فرفع يده حتى رأيت بياض إبطه، ثم ضرب بيديه ظهره، وقال: «اخرج عدو الله» ، فالتفت، وهو ينظر نظر الصحيح، فأقعده بين يديه، ودعا له ومسح وجهه، وقال: فلم تزل تلك المسحة في وجهه، وهو شيخ كبير، وكان وجهه وجها عذرا شبابا وما كان في القوم رجل يفضل عليه بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه الإمام أحمد والطبراني بلفظ: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركب ومعنا رجل مصاب، فقلت: يا رسول الله، إن معي رجلا مصابا، فادع الله له، فقال: «ائتني به» ، فأتيته به، فأخذ طائفة من ردائه فرفعها حتى رأيت بياض إبطه، ثم ضرب ظهره وقال: «اخرج عدو الله» ، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول، ثم أقعده بين يديه فدعا له ومسح وجهه، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليه [ (2) ] .
وروى الحاكم عن أبي بن كعب، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: يا نبي الله، إن لي أخا أصابه وجع، قال: «وما وجعه؟» قال: به لمم. قال: «فأتني به» فأتاه به فوضعه بين يديه [فعوذه النبي صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب، وأربع آيات من آخر سورة البقرة وهاتين الآيتين: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ [البقرة 163] ، وآية الكرسي وآية من آل عمران: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ... [آل عمران 18] وآية من الأعراف: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ [الأعراف 54] وآخر سورة المؤمنين: فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ [المؤمنون 116] ، وآية من سورة الجن: وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً [الجن 3] ، وعشر آيات من أول الصافات وثلاث آيات من آخر سورة الحشر وقل هو الله أحد والمعوذتين فقام الرجل كأنه لم يشك شيئا قط] .
وروى أبو نعيم وابن عساكر عن غيلان بن سلمة الثقفي، قال: خرجنا مع
[ (1) ] أخرجه البيهقي في الدلائل 6/ 182.
[ (2) ] انظر المجمع 8/ 6 والدلائل للبيهقي 6/ 21، 22.
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 10 صفحه : 27