responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 6  صفحه : 311
وجدنا في أنفسنا عزاء وقوة، وكان ضعيفا أعمل الأقداح واجتهد في حجرة زمزم خشيت أنا أن أخسر أقداحى وعندي أم الفضل جالسة، وقد سررنا بما جاءنا من خبر أهل بدر، إذ قتل الفاسق أبو لهب، فجلس ووافى أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فقال أبو لهب: إليّ يا ابن أخى، ما خبر الناس [ (1) ] ؟ فقال: ما هو إلا أن لقيناهم حتى منحناهم أكتافنا، ولقينا رجال [ (2) ] على خيل بلق، فقلت: تلك الملائكة، فلطمني أبو لهب لطمة شديدة، وثاورته [ (3) ] فضرب بى الأرض، فقالت له أم الفضل: أراك استضعفته إذ غاب سيده، وأخذت شيئا فشجّته [ (4) ] ، فقام ذليلا، فو اللَّه ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه اللَّه بالعدسة [ (5) ] فقتله، ولقد ترك حتى أبين، وعذل ابناه في ذلك، فصبا عليه الماء ومات، ودفن بأعلى مكة إلى جدار، وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه بها [من خلف الحائط] [ (6) ] .
وقد شهد أبو رافع أحدا وما بعدها، وله عدة أحاديث، خرّج له الجماعة، ومات قبل قتل عثمان رضى اللَّه عنه بقليل، وقيل مات في خلافة

[ (1) ] في (ابن هشام) : «يا ابن أخى، أخبرنى كيف كان أمر الناس؟» .
[ (2) ] في (المرجع السابق) : «لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض» .
[ (3) ] ثاورته: وثبت إليه.
[ (4) ] في (المرجع السابق) : «فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة، فأخذته فضربته فلعت [شقّت] في رأسه شجة منكرة» .
[ (5) ] العدسة: قرحة كانت العرب تتشاءم بها، ويرون أنها تعدى أشدّ العدوي، فلما رمى بها أبو لهب تباعد عنه بنوه، فبقي ثلاثا لا تقرب جنازته، ولا يدفن، فلما خافوا السّبّه دفعوه بعود في حفرته، ثم قذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه.
وقال ابن إسحاق في رواية يونس: لم يحفروا له، ولكن أسند إلى الحائط، وقذفت عليه الحجارة من خلف الحائط ... وروى: بئرة خطرة تخرج في الجسم تشبه الطاعون تقتل صاحبها سريعا. (سيرة ابن هشام) : 3/ 198 [هامش] .
[ (6) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 6  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست